Diraya
كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية
Genres
وذلك أن عدي بن حاتم وزيد بن المهلهل سألا النبي صلى الله عليه وسلم فقالا : يا رسول الله إن كلاب آل بريك ، وآل ذريح ، وآل أبي حدانة تأخذ الظباء والبقر ، فمنها ما يدرك زكاته ، ومنها ما يقتل فلا يدرك زكاته وقد حرم الله الميتة ، فماذا يحل لنا منها ؟ فنزلت : (يسألونك ماذا أحل لهم) ؟
(قل أحل لكم الطيبات ) يعني : الذبائح كلها الحلال طيبة لهم ، ثم قال : ( وما علمتم من الجوارح ) يعني : الكلاب ( مكلبين) يعني : معلمين للصيد (تعلمونهن مما علمكم الله ) يعني : تؤدبوهن لطلب الصيد ( مما علمكم الله ) يقول : مما أدبكم الله ( فكلوا مما أمسكن عليكم) يعني : مما حبس عليكم ، يعني : وإن قتلهن فهو حلال ما لم يأكلن منه ، فإذا أكلن فلا يصلح ، إنما أخذه لنفسه ، ولا يحل أكله ، ثم قال :
( واذكروا اسم الله عليه ) يعني : حين يرسلهن على الصيد ، ثم خوفهم فقال : (واتقوا الله) فلا تستحلوا ما لم يذكر اسم الله عليه ، ثم قال يخوفهم : (إن الله سريع الحساب ) فيسألكم عن أمر ذبائحكم . قال : إن كان في الكلاب المعلمة كالكب ليس معلم ، فقتل الصيد فلا تأكله .
وقال النبي صلى الله عليه وسلم :
(( في الكلب المعلم إذا أكل من الصيد فلا يؤكل إلا أن يدرك زكاته ))
وقال في مسلم رمى صيدا ونسى أن يذكر اسم الله عليه : فلا يحل له أن يأكل منه .
وعن ابن مسعود : في البهيمة الأهلية تتوحش ، قال هي بمنزلة الصيد .
/
Page 257