241

Diraya

كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

Genres

يا بني : عجبت من رجل يريد أن يبلغ من الشرف ما قد أدرك أمثاله من قبله ، ويريد أن يتزين بما قد أقبح أمثاله من قبله ، ويريد أن يتحمل بالأمر الذي قد افتضح من عمل به ، ويريد أن يذكر بالخير ، والشر من خليقته ، ويريد أن يذكر بالمعروف ، والفحش من أمره ، ويريد أن يعد من أهل الصلاح ، وهو مفسد ، ويريد أن يتفقه وهو أعمى من قبله ، ويريد أن أن يعيب الرجال ، والعيب متلطخ به ، ويريد أن يذكر مع أهل الحق ، وهو مقيم في باطله ، وهو يظن أنه يقتدي بالهدى ، وهو جائر عن سبيله ، ويريد أن يحمد ، والذم محفوف به ، ويريد أن يعد من الأبرار، والفجور محيط به .

يا بني : إن من علامات المراء ، إذا تغيب فجر ، وإذا حضر تبزر ، وإذا أراد باطلا استتر ، وإذا فعل خيرا فجر ، وتكسل إذا كان وحده ، وينشط إذا كان عنده أحد ، ويحرص أن يحمد على كل أمره .

يا بني : إن من علامات النفاق ، بهن يبين نفاقه :

توافق الدين علانيته ، وتخالف سريرته ، حسن قوله ، سيء فعله .

ومن علامات المذنب ، بهن تبين ذنوبه :

حسن وعده ، سيء تحوله ، مختلف أمره ، مختلط عقله .

ومن علامات الأحمق ، بهن يبين حمقه :

إن علم لم يتعلم ، وإن ترك غشم ، وإن قيل له لم يفقه ، وإن أساء لم يندم .

ومن علامات الفاسق ، بهن يبين فسقه :

إن قدر طغى ، وإن ذل بغى ، وإن ذل سعى إلى الفجور سعيا .

ومن علامات القنوط ، بهن يبين قنوطه :

سيء ظنه ، دائم ندمه ، كثير سخطه ، شديد حرصه .

ومن علامات الظالم ، بهن يبين ظلمه :

إن كان هو المظلوم سأل أن يعدل عليه ، وإن كان هو الظالم إذا دعى إلى العدل كره ذلك ، وإن كان له الحق استوفى ، وإن كان عليه الحق أنقصه .

وقوله في سورة المائدة :

(وتعاونوا على البر والتقوى) يعني : البر على الطاعة ( والتقوى ) يعني : على ترك المعصية .

( ولا تعاونوا على الأثم والعدوان) يعني : على الظلم .

Page 251