121

Kitāb al-Dirāya wa-Kanz al-Ghināya wa-Muntahā al-Ghāya wa-Bulūgh al-Kifāya fī tafsīr khamsumiʾat āya

كتاب الدراية وكنز الغناية ومنتهى الغاية وبلوغ الكفاية في تفسير خمسمائة آية

Genres

وعن الربيع يرفع الحديث إلى عائشة: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ما أسكر الفرق منه إذا شربته فملء الكف منه الحرام، والقطرة حرام والجرعة حرام.

قال: بعث عمر بن الخطاب عمران بن الحصين الخزاعي إلى الكوفة أن يصلح لهم عصير العنب، يعلمهم حتى يذهب الثلثان ويبقى الثلث, وقال: إنه كان نبيذ له غدوة في السقاء من الزبيب, فيشربها من الليل, ومن التمر نبيذ له عشية فيشربه غدوة ولا يجعل فيه داذيا .

وكان الصحابة المهاجرين منهم والأنصار من يفعل ذلك وكان ينهون عن نبيذ الجر الذي يغلي فيه فلا يشربونها, وليس كما قال أهل العمى, وأهل الجهل بالله وكتابه.

قال الله :{ فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء } (الأنعام:125).

فالإسلام في صدور المسلمين له ضوء أكثر من ضوء الشمس وأضوى من ضوء القمر لما يربي في قلوبهم .

ويقال: صدر المنافق حرج بالنفاق, والمنزلة الأخرى: { صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء }.

وفي موضع آخر لا يعرف لله حراما ولا حلالا, ولا وليا ولا عدوا، وإذا قيل لهم: هذه طاعة الله؟ قالوا: لا ندري. وإذا قيل لهم: هذه معصية الله؟ قالوا : لا ندري. وهذا حلال الله, وهذا حرام الله؟ قالوا: لا ندري.

فقد أعمى الله قلبه, وضيق صدره, وليس عليه نور الإسلام, فلا نعرفه ولا نقول به { كأنما يصعد في السماء }.

قال الله: { فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله }(آل عمران:7).

Page 131