96

لقد قال الشيعة بعصمة الائمة الاثني عشر فاقاموا الدنيا واقعدوها وقالوا هم بعصمة الالوف من البشر من حيث لا يشعرون ، وإذا انكر عليهم الشيعة عدالة مروان وابيه الذي كان يحكي النبي في مشيته ساخرا ويدلع له لسانه ويغمز عسيه عينه. وعدالة معاوية وامثاله ، وصفوهم بالرفض والغلو وغيرها من الاوصاف.

وليست العصمة في حساب الشيعة الا ترك المعاصي على اختلاف اصنافها وفعل الواجبات ، ليس ذلك بنظر العقل من المحالات ، وتاريخ الائمة (ع) يؤكد ما يدعيه الشيعة فقد بذل اخصامهم السياسيون والمذهبيون اقصى ما لديم من تجهد في سبيل انتقاصهم فلم يستطيعوا ان يلصقوا بهم عيبا ، أو تساهلا في واجب وانحرافا عن الحق.

لقد انكر السنة عصمة علي (ع)، وقالوا بعدالة معاوية ومروان بن الحكم وعمرو بن العاص وبسر بن ارطاة وغيرهم من العشرات الذين وصفهم القرآن بالنفاق معلنا بذلك في كثير من آياته وسوره ، ووصفهم الرسول بالارتداد عن الدين والرجوع إلى جاهليتهم الاولى ، وإذا جازت العدالة التي تشد الانسان إلى الله ، وتحول بينه وبين انتهاك حرماته ، إذا جازت على معاوية وابيه ، ومروان وامثاله ، فكيف يستسيغ اصحاب هذه الفرية ان يهاجموا من يذهب إلى عصمة علي (ع) القائل : والله لو اعطيت الاقاليم السبعة بها تحت افلاكها على ان اعصي الله في نملة اسلبها جلب شعيرة ما فعلت ، والقائل إذ امرتكم لا تساوي نعلا بالية إذا لم تكن وسيلة لاحقاق الحق وازهاق الباطل ، والى عصمة ابنائه الائمة الهداة الذين نهجوا نهجه ، واتبعوا سيرة جدهم الاعظم ، وحاربوا لظلم والظالمين ، والطغاة والمتجبرين. واستهانوا في حياتهم في سبيل الله وخير الانسا نية.

وهل العصمة الا الرجوع إلى الله سبحانه في جميع الامور صغيرها

Page 105