Dirasat Falsafiyya Islami
دراسات فلسفية (الجزء الأول): في الفكر الإسلامي المعاصر
Genres
المعتزلة: التي وجدت في الأصول الخمسة بناء عقائديا للمعارضة: التنزيه في مقابل التشخيص، والعقل، والحرية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وكان الهدف من (المنزلة بين المنزلتين) إيجاد نوع من الوحدة الوطنية تضم جميع فئات المعارضة، ولكنها معارضة فكرية من خلال الوضع القائم وليس خروجا بالسيف.
وقد ظهرت معارضة نشطة دون أن تنتج فكرا للمعارضة مثل معارضة بعض الصوفية عن طريق النصح والإرشاد، ومعارضة بعض الفقهاء قياما بمهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وممارسة لوظيفة الحسبة. (ب) التراث والقوى الاجتماعية
وقد وجدت القوى الاجتماعية في نظريات التراث واتجاهاته خير سند لها، وتدعيما لمركزها الاجتماعي. كما أنها ساعدت على إفرازها وصياغتها وتحويلها إلى فكر رسمي للدولة. ويمكن وصفها كالآتي: (1)
طبقة الأمراء والحكام أرادت لتزيين مجالسها الشعراء والأدباء والفلاسفة والعلماء. فنشأت الفلسفة والأدب من داخل قصور الأمراء. ومنهم من تقلد الوزارة مثل ابن سينا أو تقلد المناصب العليا مثل تقلد ابن رشد قضاء قرطبة، ومنهم من كان نجم سيف الدولة الحمداني مثل الفارابي. ومن هنا خرج فكر الصفوة، فكرا فلسفيا نظريا، وجد في الفلسفة اليونانية، فلسفة الصفوة أيضا، ما يريد. (2)
طبقة العلماء والفقهاء والمحدثين، وهم في غالبهم ينتسبون إلى الطريقة المتوسطة، لا يهتمون بتغيير الأوضاع الاجتماعية، بل العمل من خلال الأوضاع الموجودة، وهو الفكر الرسمي لأهل السنة الذي أصبح فكر الدولة والذي منه تمت صياغة كل علوم التراث والتي استمرت حتى الآن. يغلب عليه الاتزان والهدوء، ويرفض الدخيل، على عكس الفلاسفة الذين تمثلوا الحضارات المجاورة ودافعوا عنها. (3)
عامة الناس التي انتشر فيها التصوف والذي تحول فيما بعد إلى طرق منظمة قادرة على حشد الآلاف. ولما كان التصوف حركة استبطان ورجوع إلى الذات وترك العالم فقد أيدته الدولة وغذته بالفكر الرسمي الأشعري، فكر السلطة القائم على سلطوية التصور.
وحتى الآن ما زالت إلى الآن اتجاهات التراث المختلفة تستخدم لتدعيم القوى الاجتماعية مثل استخدام الإسلام «الشعائري» لتدعيم الوضع القائم نظرا لعدم مساسه بالأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وكذلك استخدم الإسلام «الباطن» للتأكيد على دور الإلهام في حياة الناس وأن العقل قاصر عن التحليل والفهم، وأن كل مشاكل العالم الخارجي إنما تجد حلها في «التحول إلى الداخل» وفي مقولات الإيمان والطاعة والرضى. (ج) التراث والثورة
التراث نعلمه جميعا، والثورة تعيشها أجيالنا بصرف النظر عن مراحلها: الإصلاح الديني أو النهضة أو الثورة في النهاية. فقد قدمت الشعوب غير الأوربية موضوع الثورة والتحرر إلى الوعي الإنساني على أساس أنه تجربة عمرها. ولما كانت شعوبا تراثية ثار في ذهنها إشكال التراث والنهضة كمقدمة للثورة.
وقد حاول المصلحون والمفكرون إعداد التراث كي يكون ركيزة للنهضة، ويمكن إجمال هذا الإعداد في ثلاث: (1)
تغيير المراكز من الواحد إلى الكثير، أو بتعبير ديني شائع: من الله إلى الإنسان؛
Unknown page