Dirasat Falsafiyya Gharbiyya
دراسات فلسفية (الجزء الثاني): في الفلسفة الغربية الحديثة والمعاصرة
Genres
Apothegma :
وهي تشبه النماذج عند ديبليوس وتتضمن أقوالا قصيرة لعيسى في سياق مختصر. ولما كان بولتمان لا يوافق على أن هذا الشكل نشأ من التبشير في كل حالة لذلك يفضل استعمال كلمة «مقطع» بدلا من «نموذج»، وهي كلمة من الأدب اليوناني تفيد القول القصير البليغ التعليمي، «قصة مشافهة»
والبرتز «مناقشة»
Controversy ، وفاشر
Fasher «حوارا». ويقسم بولتمان المقطع إلى ثلاثة أنواع، لكل منها سياقها وأسبابها المختلفة عن الأخرى. الأول: حوار الصراع
Streitgespräche
وينشأ من النقاش حول موضوعات مثل شقاء عيسى أو سلوكه وسلوك تلاميذه، كما هو الحال في شقاء الرجل ذي اليد اليابسة يوم السبت (مرقص، 3:1-6). وهو أسلوب أدبي نشأ في الكنيسة وهي في نقاشها مع معارضيها حول موضوعات الشريعة. والثاني: حوار المدرسة
Schulgeschpräche
وينشأ من الأسئلة التي يوجهها الخصوم مثل السؤال الخاص بأحد الكتبة (مرقص، 12: 28-34). وبالرغم من وجود أوجه تشابه بين الاثنين إلا أن حوار المدرسة لا يبدأ بالنقاش بل في معظم الأحيان بسؤال موجه إلى المعلم من أحد الباحثين عن المعرفة. والثالث: المقاطع البيوجرافية، وهي تقارير أو روايات تاريخية مثل قصة لوقا (9: 57-62). وقد سميت هكذا لأن المقطع يحتوي فيما يبدو على معلومات حول عيسى، تبدأ بالموعظة لأنها أفضل الأساليب والنموذج الأمثل في التربية الدينية، وتساعد على تقديم المعلم كمعاصر حي، وتطمئن الكنيسة على أملها فيه. والأنواع الثلاثة أبنية مثالية نشأت داخل الكنيسة وليست تقارير تاريخية. صحيح أن عيسى قد دخل في نقاش وفي صراع، وكان موضع تساؤل حول أسلوب الحياة وأعظم الوصايا وغيرها. وصحيح أيضا أن بعض المقاطع قد تحتوي على بعض البقايا التاريخية، وأن قول عيسى المباشر قد يرجع إليه شخصيا ولكنها كما هي الآن أبنية كنسية من الكنيسة الفلسطينية، كما يدل على ذلك مقارنتها بأدب الأحبار المشابه. ويتفق بولتمان مع ديبليوس في أن المقطع قد تطور وأصبح قصة تبعا للاهتمام بالتاريخ وبرواية التاريخ. فبمجرد ما يقابل المقطع أهمية في التاريخ أو رواية في التاريخ فإنه سرعان ما يتطور إلى عبارات أكثر دقة فيوصف السائلون، على وجه الدقة، بأنهم أعداء عيسى أو من تلاميذه بينما كانوا في البداية مجهولين.
1 (2)
Unknown page