156

Dirasat Can Muqaddimat Ibn Khaldun

دراسات عن مقدمة ابن خلدون

Genres

استعرض فلينت في هذا الفصل الآراء والنظريات التي قال بها مونتسكيو في روح القوانين، وانتقد القسم الأعظم منها انتقادا لا يخلو من الشدة.

قال فلينت: «إن كل من يدرس روح القوانين دراسة جدية، يضطر إلى التسليم بأن التعميمات الخاطئة فيه كثيرة بقدر الصائبة، وبأن هذا الكتاب غني بالحقائق، ولكنه في الوقت نفسه مملوء بالأغلاط.»

والسبب في ذلك - على رأي فلينت - هو أن مونتسكيو لم يهتد في تأليفه هذا إلى خطة بحث علمية، فسار على طريقة مشوشة. إنه كدس الآراء فيها تكديسا من غير أن يوفق إلى تنظيمها تنظيما معقولا، والمعلومات الكثيرة التي جمعها في روح القوانين تنم عن روح بحث قوية، ولكن الطريقة التي عرض بها هذه المعلومات لا تدل على قوة تركيبية علمية، إذ كثيرا ما خلط بين «الحق» وبين «الواقع»، وقلما ميز بين «التفسير» وبين «التعليل».

ومع ذلك يرى فلينت أن مونتسكيو يستحق مقاما ممتازا جدا في «تاريخ فلسفة التاريخ»؛ وذلك بفضل المباحث التي كتبها عن الجباية والتجارة والنقود والنفوس في الكتب: 13، 21، 22، 23، 24 من روح القوانين. «لأن الكتب المذكورة تدخل عنصر الاقتصاد في التاريخ، وتؤدي بذلك خدمة عظيمة جدا.»

يؤكد فلينت أهمية هذه الخدمة، ثم يقول: «من الغلط أن يعزى شرف هذه الخدمة العظيمة إلى «تورغو»

Turgot ، أو «كوندورسه»

Condorcet ، أو «كونت»

Comte ، أو «ساسيمون»

Saint-Silmon

كما فعل بعضهم، فإن شرف ذلك يعود في الدرجة الأولى إلى «مونتسكيو».

Unknown page