Din
الدين: بحوث ممهدة لدراسة تاريخ الأديان
Genres
doctrine religiouse
عملا، وهذا المعنى أكثر وأغلب.
بيد أن هذه التحليلات الاشتقاقية كلها إنما تكشف لنا عن جذر المعنى وأصله في اللغة، ولا تصور لنا حقيقته واضحة وافية، كما هي في عرف الناس واصطلاحهم، بل لا تزال المسافة منفرجة بين المعنى اللغوي والمعنى العرفي؛ ذلك أنه ليس كل خضوع وانقياد يسمى في العرف تدينا، فخضوع المغلوب للغالب، وطاعة الولد لوالده، وتعظيم المرءوس لرئيسه؛ كل أولئك قد يكون من معدن آخر غير معدن الدين، كما أنه ليس كل رأي ومذهب، ولا كل سيرة وخلق يسمى دينا.
فما هي الخصائص والعناصر الجوهرية التي تميز الفكرة الدينية أو السلوك أو الشعور الديني بوجه عام عن سواها؟
لا ريب أن تحديد هذه الخصائص تحديدا حقيقيا لا يتم إلا في نهاية العلم، بعد استعراض جميع النحل ومقارنتها، واستنباط القدر المشترك بينها، ولكنه إذا تعذر علينا الآن، ونحن في فاتحة البحث، أن نعرض الديانات أنفسها لنستخرج منها الحد الأدنى المشترك بينها، ففي وسعنا أن نعرض طائفة من التعريفات التي سبقنا بها العلماء، سواء منها ما وضعه الإسلاميون لكلمة الدين، وما وضعه الغربيون للكلمة التي تقابلها، وهي كلمة
Religion ، وأن نقفي على هذا العرض بشيء من التحليل والنقد، لنعرف إلى أي حد تنطبق هذه التعريفات على الديانات المعروفة.
أما الإسلاميون فقد اشتهر عندهم تعريف الدين بأنه «وضع إلهي سائق لذوي العقول السليمة باختيارهم إلى الصلاح في الحال، والفلاح في المآل»، ويمكن تلخيصه بأن نقول: «وضع إلهي يرشد إلى الحق في الاعتقادات، وإلى الخير في السلوك والمعاملات.»
وأما الغربيون فلهم في ذلك تعبيرات شتى،
5
وهذه نماذج منها:
Unknown page