Din Wa Wahy Wa Islam
الدين والوحي والإسلام
Genres
ثالثتها:
بقاء الإحساس بها بعد زوال المحسوس الخارجي.
ورابعتها:
حصول الإحساس بها وإن لم يوجد المحسوس في الخارج ألبتة.
والدليل على تحقق هذه الدرجة الرابعة أن المرضى والممرورين يشاهدون صورا محسوسة لا يراها غيرهم، فتلك الصور إما أن تكون معدومة أو موجودة، ولا جائز أن تكون معدومة؛ لأن العدم نفي محض لا يكون مشاهدا، فهي إذن موجودة، وليست موجودة في الخارج، وإلا لرآها كل سليم الحس، فهي موجودة في غير الخارج، ولا يمكن أن تكون موجودة في النفس الناطقة التي لا تدرك الجزئيات ولا ترتسم فيها صور المحسوسات، فهي إذن مرتسمة في قوة جسمانية ليست هي البصر؛ لأن هذا الشاهد ربما كان أعمى وربما شاهد ذلك بالليل، ولأن البصر لا يدرك إلا الموجود في الخارج، فثبت أن الحس المشترك قد يشاهد صورا لا وجود لها في الخارج، فكما ترتسم صور محسوسة بالحواس الظاهرة في الحس المشترك ثم تنتقل إلى خزانة الخيال، كذلك لا بأس أن تنتقل الصور الموجودة في خزانة الخيال أو الصور التي تركبها المتخيلة إلى الحس المشترك؛ لأن الحال فيها قريب من الحال بين المرايا المتقابلة. (3)
وإنما يمنع الصور المتخيلة أن تكون جميعها محسوسة في كل الأوقات والأحوال مانعان:
أحدهما:
حسي خارج عائد إلى القابل، وهو الحس المشترك؛ فإنه إذا كان مشغولا بالصور الواردة عليه من الحواس الظاهرة صرفه ذلك عن غيره ولواه عن مخزونات الخيال.
والثاني:
عقلي أو وهمي باطن، وهو عائد إلى الفاعل؛ فإن العقل أو الوهم إذا استخدم القوة المفكرة وصارت مشغولة بخدمة أحدهما لم تتمكن من تركيب الصور وتحليلها وتشبيحها، ومتى لم توجد تلك الصور استحال انجذابها إلى الحس المشترك.
Unknown page