Dictionary of the Companions of Judge Abu Ali al-Sadafi
معجم أصحاب القاضي أبي علي الصدفي
Publisher
مكتبة الثقافة الدينية
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٢٠ هـ - ٢٠٠٠ م
Publisher Location
مصر
Genres
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد رب يسر برحمتك
قال الفقيه المتحدث الْحَافِلُ الضَّابِطُ النَّاقِدُ الْبَارِعُ الْفَاضِلُ الْكَامِلُ أَبُو عبد الله محمد بن عبد الله ابن أَبِي بَكْرٍ الْقُضَاعِيُّ شُهِرَ بِابْنِ الأَبَّارِ ﵀ الحمد لله ولي الإيجاد والإنجاد وصلواته على محمد رسوله الذي خصت أمته بالإسناد وعمت دعوته التمايم إلى النجاد وعلى آله وأصحابه أمجاد الصفوة وصفوة الأمجاد وبعد فهو لا الرواة عن القاضي أبي علي بن سكرة الصدفي السرقسطي ويعرف بابن الدّراج سموت إلى جمع اسمايهم وأبيات عن مكانهم بما أمكن ذكره من أبنايهم سباهيًا بهم وبعصرهم ومناغيًا أبا الفضل بن عياض في جمع شيوخه وحصرهم ولا غرو نحوه في المعجم الذي صنع نحوت وفوز قدحي بإخلاص كرّحى رجوت ليكون هذا لذلك تتمه وليهون الوقوف منها عليهم موتمين وأيمّة وهم بين صاحب في الأخذ عنه راغب وتلميذ على السماع منه راتب ومن شيوخه من شذ واعتقده في وقته الفذ فكتب من روايته وخصّه بحظ من عنايته ذلك لاختصاصه بقربة هي ما هي ورتبة في العدالة بلغت التناهي وقد ذكره أبو القاسم بن عساكر في تاريخه لدخوله الشام ونص عليه في بابه علمًا يناصي الأعلام وبعد أن
1 / 5
استقرت به النوى واستمرت أفادته بما قيد وروى رقعته ملوك أوانه وشفعته في مطالب أخوانه فأوسعته رعيًا وحسنت فيه رأيًا ومن أبنائهم من جعل يقصده لسماع ما يسنده وعلى وقاره الذي به كان يعرف ندر له مع بعضهم ما يستطرف وهو أن فتى منهم يسمى يوسف لازم مجلسه معطرًا رايحته ومنظفًا ملبسه ثم غاب لمرض قطعه أو شغل منعه ولما فرغ أو أبل عاود ذلك النادي المبارك والمحل وقبل أفضايه إليه دل طيبه عليه فقال الشيخ على تراهته عن المجون وسلامته من الفتون أني لا أجد ريح يوسف لولا أن تفندون ثم ختمت مساعيه الصالحة بالشهادة فسعدت وفاته سعادة الولادة وجمعت له حدسة السنن بين الحسني وزيادة وهال ما اعتمدته على الحروف منسوقًا وبحسب التقدم في الممات والتأخر مسوقًا والله يسعدنا بالتواب ويرشدنا للصواب أنه المنان الكريم وأنه الرحمن الرحيم.
حَرْفُ الأَلِفِ
مَنِ اسْمُهُ أَحْمَدُ
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ نُمَارَةَ الْحَجَرِيُّ بِفَتْحِ الْجِيمِ مِنْ وَلَدِ أَوْسِ بْنِ حَجَرٍ الشَّاعِرِ أَبُو الْعَبَّاسِ مِنْ أَهْلِ بَلَنْسِيَةَ يَرْوِي
1 / 6
عَنْ أَبِي عَلِيٍّ وَلَهُ أَيْضًا رِوَايَةٌ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ الْوَقَّشِيِّ وَأَبِي بَكْرِ بْنُ الْقدرَةِ وَرَحَلَ حَاجًّا فَأَدَّى الْفَرِيضَةَ ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى بَلَدِهِ فَأُخِذَ عَنْهُ وَقَدْ وَقَفْتُ عَلَى السَّمَاعِ مِنْهُ فِي سَنَةِ ٥٠٣.
أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْوَانَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ مِنْ أَهْلِ بَلَنْسِيَةَ وَالْخَطِيبُ بِجَامِعِهَا أَبُو بَكْرٍ رَحَلَ هُوَ وَأَخُوهُ لأَبِيهِ أَبُو الْحَسَنِ عَبْدُ اللَّهِ إِلَى مُرْسِيَةَ فَسَمِعَ بِهَا مِنْ أَبِي عَلِيٍّ صَدْرَ سَنَةِ ٥٠٢ وَعَاجَلَتْ أَبَا بَكْرٍ هَذَا مَنِيَّتُهُ فَهَلَكَ فِي سَنَةِ ٥١١ قَبْلَ أَبِي عَلِيٍّ وَقَدْ سَاوَاهُ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدُونَ الْقَرَوِيِّ وَأَبِي مَرْوَانَ بْنِ سِرَاجٍ وَغَيْرِهِمَا وَزَادَ عَلَيْهِ بِإِجَازَةِ أَبِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْبَرِّ لَهُ وَلأَخِيهِ مُحَمَّدٍ وَلأَبِيهِمَا مَرْوَانَ فِي جُمَادَى الأُولَى سَنَةَ ٤٦٠.
أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الأَنْصَارِيُّ أَبُو الْقَاسِمِ أَصْلُهُ مِنْ غَرْنَاطَةَ وَسَكَنَ مُرْسِيَةَ وَاسْتَقْضَى بِشِلْبَ وَلَهُ سَمَاعٌ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ وَيَرْوِي مِنْ شُيُوخِهِ عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ الْبَاجِيِّ وَأَبِي الْعَبَّاسِ الْعُذْرِيِّ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ فَرَجٍ حَدَّثَ عَنْهُ ابْنُهُ أَبُو بَكْرٍ عبد الرحمن ابن أحمد وأبو الوليد ابن الدَّبَّاغِ وَأَبُو مَرْوَانَ بْنُ الصَّيْقَلِ وَأَبُو الْقَاسِمِ ابن بَشْكُوَالَ وَغَيْرُهُمْ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ٥١٤ وَفِي هَذِهِ السَّنَةِ فُقِدَ أَبُو عَلِيٍّ فِي وَقِيعَةِ كُتُنْدَةَ وَتُقَالُ بِالْقَافِ وَهِيَ فِي حَيْزِ دَرَوْقَةَ عَمَلِ سَرَقُسْطَةَ وَاخْتَلَفَ أَصْحَابُهُ فِيهَا فَجَعَلَهَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الْبَاذِشِ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الأَرْبِعَاءِ السَّابِعِ عَشَرَ مِنْ رَبِيعٍ الآخِرِ وَتَابَعَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ وَذَكَرَ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ عِيَاضٍ فِي بَرْنَامِجِهِ أَنَّ أَبَا عَلِيٍّ خَرَجَ إِلَى الْغَزْوِ سَنَةَ
1 / 7
١٤ مع الأمير إبراهيم ابْنَ يُوسُفَ بْنِ تَاشَفِينَ اللَّمْتُونِيَّ هُوَ وَقَرِينُهُ فِي الْفَضْلِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْفَرَّاءِ وَحَضَرَا يَوْمَ قُتُنْدَةَ الْمَشْهُورَ بِالثَّغْرِ الأَعْلَى يَوْمَ الْخَمِيسِ لِسِتٍّ بَقِينَ مِنْ رَبِيعٍ الآخِرِ مِنَ السَّنَةِ وَحُقَّتْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ الْهَزِيمَةُ وَكَانَا فِي مَنْ فُقِدَ رَحِمَهُمَا اللَّهُ وَقَالَ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بَشْكُوَالَ فِي الصِّلَةِ اسْتَشْهَدَ الْقَاضِي أَبُو عَلِيٍّ ﵀ فِي وَقْعَةِ كُتُنْدَةَ بِثَغْرِ الأَنْدَلُسِ يَوْمَ الْخَمِيسِ وَوَافَقَ عِيَاضًا إِلا فِي الشَّهْرِ فَإِنَّهُ قَالَ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ وَهُوَ الأَصَحُّ وَقَالَ أَبُو عَمْرٍو الْخَضِرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ تُوُفِّيَ فِي الْكَايِنَةِ عَلَى الْمُسْلِمِينَ بِكُتُنْدَةَ عَشْرٌ يَوْمَ الْخَمِيسِ الثَّامِنَ عَشَرَ مِنْ شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ فَتَابَعَ ابْنَ بَشْكُوَالَ عَلَى الشَّهْرِ وَقَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُدْرِكٍ الْغَسَّانِيِّ الْمَالِقِيِّ اسْتَشْهَدَ الْفَقِيهُ أَبُو عَلِيٍّ ﵀ فِي وَقْعَةِ كُتُنْدَةَ يَوْمَ الْخَمِيسِ التَّاسِعَ عَشَرَ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ وَذَكَرَ السَّنَةَ قَالَ وَكَانَتْ عَلَى الْمُسْلِمِينَ جَبَرَهُمُ اللَّهُ قُتِلَ فِيهَا مِنَ الْمُطَّوِّعَةِ نَحْوٌ مِنْ عِشْرِينَ أَلْفًا وَلَمْ يُقْتَلْ فِيهَا مِنَ الْعَسْكَرِ يَعْنِي الْجُنْدَ أَحَدٌ وحكى غيرهم أن العسكر انصرف مفلولًا إِلَى بَلَنْسِيَةَ فِي الْمُوَفِّي عِشْرِينَ مِنْ رَبِيعٍ الأَوَّلِ أَيْضًا وَأَنَّ الْقَاضِي أَبَا بَكْرِ بْنَ العربي حضرها قال وسيل فَخَلَّصَهُ مِنْهَا عَنْ حَالِهِ فَقَالَ حَالُ مَنْ ترك الخبا والعبا ولم يذكرعياض فِي الْمُعْجَمِ وَفَاةَ أَبِي عَلِيٍّ فَلَزَمَ الإِتْيَانُ بِهَا وَالتِّبْيَانُ لِسَبَبِهَا حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو الْخَطَّابِ أحمد بن محمد القيسي الْحَافِظُ أَبُو الْقَاسِمِ خَلَفُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ نا الْقَاضِي أَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بن أبي
1 / 8
ليلى قال قرى عَلَى الْقَاضِي أَبِي عَلِيٍّ حُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَأَنَا أَسْمَعُ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ٥٠٨ بِمُرْسِيَةَ قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ وَأَجَازَهُ لَنَا أَبُو عَلِيٍّ قَالَ أَنَا الشَّيْخُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بن علي بن فهد العلاف نا الْعَلافُ نا أَبُو الْفَتْحِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بن أبي الفوارس أملًا أَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ حَمْدَانَ نا الْحَسَنُ ابن سفين نا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ نا حسين بن علي عن زايدة. عَنْ مَيْسَرَةَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلا يُؤْذِ جَارَهُ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنْ قِرَى ضَيْفِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَا قِرَى الضَّيْفِ قَالَ ثَلاثٌ فَمَا فَوْقَهُنَّ صَدَقَةٌ وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ واليوم الآخر فإذا شهدا مرًا فليتكلم بخيرًا وليسكت اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ فَإِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلْعٍ وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلْعِ أَعْلاهُ فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ عَنْ أَبِي كُرَيْبٍ وَمُوسَى بْنِ حِزَامٍ وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ كُلُّهُمْ عَنْ حُسَيْنٍ الْجُعْفِيِّ وَبِالإِسْنَادِ إِلَى ابْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ قَالَ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَرَوِيُّ أنا أبو بكر محمد بن جعفر الخرايطي أَنَا أَبُو جَعْفَرٍ ابْنُ بِنْتِ أَبِي سَعِيدٍ التَّغْلِبِيُّ الدِّمَشْقِيُّ قَالَ سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ صُرَدَ أَخَا ضِرَارِ بْنِ صُرَدَ يَقُولُ سَمِعْتُ رَجُلا مِنْ وَلَدِ الرَّبِيعِ بْنِ خُثَيْمٍ يَقُولُ كَتَبَ الرَّبِيعُ بْنُ خُثَيْمٍ إِلَى أَخٍ لَهُ أَمَّا بَعْدُ فَزُمَّ جِهَازَكَ وَأَفْرِغْ مِنْ زَادِكَ وَكُنْ وَصِيَّ نَفْسِكَ وَلا تَجْعَلِ النَّاسَ أَوْصِيَاءَكَ وَلا تَجْعَلِ الدُّنْيَا مِنْ أَكْبَرِ هَمِّكَ فَإِنَّهُ لا عِوَضَ مِنْ تَقْوَى اللَّهِ وَلا خَلَفَ مِنَ الله.
1 / 9
أحمد بن محمد بن سعود أَبُو جَعْفَرٍ مِنْ أَهْلِ مُرْسِيَةَ صَحِبَ أَبَا علي طويلًا وأكثر عنه قديمًا عَلَيْهِ الْمُوَطَّأَ وَالصَّحِيحَيْنِ وَجَامِعَ التِّرْمِذِيِّ وَمُسْنَدَ الْبَزَّارِ وَسُنَنَ الدَّارَقُطْنِيِّ وَغَيْرَ ذَلِكَ وَأَجَازَ لَهُ مَا تَضَمَّنَتْهُ فِهْرَسَتُهُ وَكَانَ قَدْ كَتَبَهَا عَنْهُ وَمِنْهَا وَقَفْتُ عَلَى هَذِهِ الأَسْمِعَةِ وَلَهُ رِوَايَةٌ عَنْ أَبِي الْحَسَنِ بْنِ الدَّوْشِ أَخَذَ عَنْهُ بِشَاطِبَةَ وَلا أَعْلَمُهُ حَدَّثَ.
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بن عبد المولى أَبُو جَعْفَرٍ لَقِيَ أَبَا عَلِيٍّ بِالْمَرِيَّةِ وَرَوَى عَنْهُ وَوَقَفْتُ عَلَى السَّمَاعِ مِنْهُ مُؤَرَّخًا بِشَعْبَانَ سَنَةَ ٥١٤.
أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ خَالِدٍ اللَّخْمِيُّ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ بَشْتَغِيرَ مِنْ أَهْلِ لُورَقَةَ حَدَّثَ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ بِكَثِيرٍ مِنْ رِوَايَتِهِ وَهُوَ فِي عِدَادِ أَصْحَابِهِ لِرِوَايَتِهِ عَنِ الْبَاجِيِّ وَالْعُذْرِيِّ وَقَدْ عَادَلَ شُيُوخَهُ بِإِجَازَةِ أَبِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْبَرِّ لَهُ سَمِعَ مِنْهُ ابْنُ الدَّبَّاغِ وَذَكَرَ أَنَّهُ حَجَّ وَخَرَجَ عَنْهُ فِي مَشْيَخَتِهِ وَأَجَازَ لأَبِي الْحَسَنِ بْنِ النّعمَةِ وَابْنِ بَشْكُوَالَ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ٥١٦ حَدَّثَنَا الْفَقِيهُ الْمُشَاوَرُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ نُوحٍ الْغَافِقِيُّ نا الْخَطِيبُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ نا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ سعيد عن أبي علي ابن سُكَّرَةَ سَمَاعًا وَيَرْوِيهِ أَبُو الْحَسَنِ عَنْهُ إِجَازَةً قال أنا أبو الفضل أحمد ابن الحسن بن خيرون قراة مِنِّي عَلَيْهِ فِي مَنْزِلِهِ بِبَغْدَادَ أَنَا أَبُو عبد الله الحسين بن جعفر السلماسي قراة عَلَيْهِ وَكَتَبَ إِلَى الْقَاضِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي جَمْرَةَ الأُمَوِيُّ التَّدْمِيرِيُّ منها غير مرة يجيزني عن ابنه أبي العباس وأبي بحر سفين بْنِ الْعَاصِي الأَسَدِيِّ الْحَافِظِ
1 / 10
جَمِيعًا عَنْ أَبِي الْوَلِيدِ الْبَاجِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ الْهَرَوِيِّ قَالا أَنَا أَبُو الْحَسَنِ الدَّارَقُطْنِيُّ نا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ نا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعَدَةَ نا مُحَمَّدُ بْنُ شُعَيْبٍ أَخْبَرَنِي عُتْبَةُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ نَافِعٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَأَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الأَنْصَارِيُّونَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ فِي هَذِهِ الآيَةِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أن يتطهروا والله يحب المطهرين فَقَالَ يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَثْنَى عَلَيْكُمْ خَيْرًا فِي الطُّهُورِ فَمَا طُهُورُكُمْ هَذَا فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ نَتَوَضَّأُ لِلصَّلاةِ وَنَغْتَسِلُ مِنَ الْجَنَابَةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَهَلْ مَعَ ذَلِكَ مِنْ غير لي قَالُوا لا غَيْرَ إِنَّ أَحَدَنَا إِذَا خَرَجَ مِنَ الْغَائِطِ أَحَبَّ أَنْ يَسْتَنْجِيَ بِالْمَاءِ قَالَ هُوَ ذَلِكَ فَعَلَيْكُمُوهُ.
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ أَبِي الْخَيْرِ بْنِ عَلِيٍّ الأنصاري أبو جعفر الْمَعْرُوفُ بِالْمَوْرُورِيِّ مِنْ أَهْلِ سَرَقُسْطَةَ وَسَكَنَ قُرْطُبَةَ صحب أبا علي هو وأخوه للقاضي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ وَلَمْ أَقِفْ عَلَى مَا سمعا منه وقد استجاز لهما ولطايفة مِنْ أَهْلِ بَلَدِهِ مَعَهُمَا فِي رِحْلَتِهِ أَبَا الْفَوَارِسِ الزَّيْنَبِيِّ وَأَبَا الْمَعَالِي بْنَ بُنْدَارٍ وَأَبَا الْحُسَيْنِ بْنَ عَبْدِ الْقَادِرِ وَأَبَا طَاهِرِ بْنَ سَوَّارٍ وَأَمْثَالَهُمْ وَتُوُفِّيَ أَبُو جَعْفَرٍ هَذَا سَنَةَ ٥١٩ بَعْدَ أَخِيهِ بِعَامٍ.
أَحْمَدُ بْنُ خَيْرَةَ أَبُو جَعْفَرٍ مِنْ أَهْلِ بَلَنْسِيَةَ لَهُ سَمَاعٌ مِنْ أبي داود المقري وَكَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو عَلِيٍّ قَرَأْتُ ذَلِكَ بِخَطِّهِ.
أَحْمَدُ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ وَضَّاحٍ الْقَيْسِيُّ الشَّاعِرُ أَبُو جَعْفَرٍ مِنْ
1 / 11
أَهْلِ مُرْسِيَةَ سَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ الشَّمَايِلَ للترمذي بقراة أبي عبد الله ابن عياض المقري في سنة ٥٠٣ ورياضة المتعلمين لأبي نعيم بقراة أَبِي بَكْرِ بْنِ فَتْحُونَ فِي سَنَةِ أَرْبَعٍ وَكَثِيرًا مِنْ مُسْنَدِ الْبَزَّارِ وَغَيْرَ ذَلِكَ وَشَرِكَهُ فِي بَعْضِ سَمَاعِهِ ابْنُ عَمِّهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ وَضَّاحٍ وَابْنُ أُخْتِهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَبْقَى بْنِ عِصَامٍ وَوَقَفْتُ لأَبِي بَكْرٍ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَضَّاحٍ وَأَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَةَ بْنِ وَضَّاحٍ عَلَى سَمَاعٍ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ أَيْضًا وَلا أَعْلَمُ جَمِيعُهُمْ حَدَّثُوا فَتَرَكْتُ ذِكْرَهُمْ فِي هَذَا الْمَجْمُوعِ وَتُوُفِّيَ أَبُو جعفر منهم في حدود الثلاثين وخمسماية وكان من جلة الأدباء ومجودي الشعراء المعروفين بالتنقيح والتجبر وَلَهُ دِيوَانٌ صَغِيرٌ كَثِيرًا مَا يَكْتُبُهُ النَّاسُ وَقَدْ حَمَلَ عَنْهُ وَأَنْشَدَنِي الْحَافِظُ أَبُو الرَّبِيعِ بْنُ سَالِمٍ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو رِجَالِ بْنُ غَلْبُونَ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو جَعْفَرِ بْنُ وَضَّاحٍ يَصِفُ الْقَوْسَ
حَسْبِي مِنَ الأَعْلاقِ وَالأَخْدَانِ أَمْتَاعٌ مخطفة الحشا مرنحان
قد شاكمت هَيْفَ الْخُصُورِ وَأَشْبَهَتْ لَوْنَ الْمَشُوقِ وَرَنَّةَ الثَّكْلانِ
وَكَأَنَّمَا ضَرَبَتْ بِعِرْقٍ فِي النَّدَى فَغَدَتْ مُضَمَّنَةً قرى الضيفان
عجبًا مِنَ الْقَوْسِ الْكَرِيمَةِ أَنَّهَا لَمْ تَرْعَ حَقَّ حمايم الأغصان
أضحت لها حتفًا وكانت مالفًا وكذلك حُكْمُ تَصَرُّفِ الأَزْمَانِ
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُذَامِيُّ الْمُتَكَلِّمُ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَعْرُوفُ بِالزِّنَقِيِّ أَصْلُهُ مِنْ مُرْسِيَةَ وَاسْتَقَرَّ بِأُورِيُولَةَ سَمِعَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ الموتلف وَالْمُخْتَلِفَ لِلدَّارَقُطْنِيِّ وَرِيَاضَةَ الْمُتَعَلِّمِينَ وَغَيْرَ ذَلِكَ وَسَمَّاهُ فِي رِجَالِهِ أَبُو جَعْفَرِ بْنُ الْبَاذِشِ وَأَبُو الْفَضْلِ بْنُ عِيَاضٍ وَقَالَ فِيهِ شَيْخُ الْمُتَكَلِّمِينَ على مذهب
1 / 12
أَهْلِ الْحَقِّ فِي وَقْتِهِ وَرَوَى عَنْهُ غَيْرُهُمَا حَدَّثَنَا الأُسْتَاذُ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَوْنِ اللَّهِ الأَنْصَارِيُّ نا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ الْخَزْرَجِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْجُذَامِيُّ الْمُتَكَلِّمُ وكان قد اختلف إليه وقرأ من مسايله عَلَيْهِ وَأَنْشَدَهُ مِنْ شِعْرِهِ وَأَجَازَ لَهُ مَا رواه قال قرى عَلَى الْقَاضِي أَبِي عَلِيٍّ الصَّدَفِيِّ وَأَنَا أَسْمَعُ بِمُرْسِيَةَ فِي سَنَةِ ٥٠٣ قَالَ ابْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ وَأَجَازَهُ لِي أَبُو عَلِيٍّ قَالَ أَنَا أَبُو مَنْصُورٍ عَبْدُ الْمُحَسِّنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْمَالِكِيُّ أَنَا أَبُو الْفَتْحُ عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ محمد بن أحمد المحاسلي قَالَ أَبُو عَلِيٍّ وأنا أَبُو الْوَلِيدُ سُلَيْمَانُ بْنُ خَلَفٍ الْبَاجِيُّ وَأَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ الْعُذْرِيُّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَبْدِ بْنِ أَحْمَدَ الْهَرَوِيِّ قالا أَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ عُمَرَ الدَّارَقُطْنِيُّ الْحَافِظُ قَالَ نا عُثْمَانُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَحْوَلُ نا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَبُو الْفَضْلِ السَّمَرْقَنْدِيُّ نُبَيْرَةُ نا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْجَعْدِيُّ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ أسْلَمَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ سمعت معاوية بن خديج بِالإِسْكَنْدَرِيَّةِ يَقُولُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ نَهَى عَنِ الطَّعَامِ الْحَارِّ حَتَّى يبرده وَبِهِ إِلَى الدَّارَقُطْنِيِّ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ يَزْدَادُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزْدَادَ الْكَاتِبُ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو حَازِمٍ الْقَاضِي يَعْنِي عَبْدَ الْحَمِيدِ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ قَاضِي مَدِينَةِ السَّلامِ وغيرها.
أدلّ فأكوم بِهِ مِنْ مُدِلٍّ وَمِنْ شَادِنٍ لِدَمِي مُسْتَحِلُّ
إِذَا مَا تَعَزَّزَ قَابَلْتُهُ بِذُلٍّ وَذَلِكَ جُهْدُ الْمُقِلِّ
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ وَزَادَنِي فِيهِ أَحْمَدُ بْنُ أَبِي طَاهِرٍ الْكِسَائِيُّ الْفَقِيهُ
وَأَسْلَمْتُ خَدِّي لَهُ خَاضِعًا وَلَوْلا مَلاحَتُهُ لَمْ أَذِلِّ
1 / 13
أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُهَلَّبٍ الأَسَدِيُّ مِنْ أَهْلِ مُرْسِيَةَ أَبُو بَكْرٍ وَرُبَّمَا كُنِّيَ فِي الأَسْمِعَةِ أَبَا جَعْفَرٍ لازَمَ أَبَا عَلِيٍّ طَوِيلا وَسَمِعَ مِنْهُ كَثِيرًا كالموتلف وَالْمُخْتَلِفِ لِلدَّارَقُطْنِيِّ وَمُشْتَبِهَ النِّسْبَةِ لِعَبْدِ الْغَنِيِّ وَحَدِيثَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الأَنْصَارِيِّ وَهُوَ عِنْدِي بِخَطِّهِ وَحَدِيثَ الْحَسَنِ بْنِ عَرَفَةَ وَأَمَالِيَ ابْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ وَعَوَالِيَ ابْنِ خَيْرُونَ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِمَّا لَمْ يَقَعْ إِلَيَّ وَأَجَازَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْخَوْلانِيُّ وَكَانَ شَدِيدَ الْعِنَايَةِ بِالرِّوَايَةِ وَسَمَاعِ الْعِلْمِ وَهُوَ وَأَخُوهُ عُبَيْدُ اللَّهِ مِنَ الْمُكْثِرِينَ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ وَيَلْحَقُ بِهِمَا أَبُو الْمُطَرِّفِ ابْنُ عَمِّهِمَا وَقَرَأْتُ بِخَطِّ أَبِي بَكْرٍ هَذَا أَنَا الشَّيْخُ الْحَافِظُ أَبُو عَلِيٍّ لَفْظًا مِنْ كِتَابِهِ فِي شَهْرِ رَجَبٍ سَنَةَ ٥٠٨ قَالَ أَنَا الشَّيْخُ الْخَطِيبُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَنْبَارِيُّ الأَقْطَعُ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ التِّهَامِيُّ سَنَةَ ٥٠٩ مِنْ قَصِيدَةٍ لَهُ.
حَازَكِ الْبَيْنُ حِينَ أَصْبَحْتِ بَدْرَا إِنَّ لِلْبَدْرِ فِي التَّنَقُّلِ عُذْرَا
لا تَقُولِي لِقَاؤُنَا بَعْدَ عَشْرٍ لَسْتُ مِمَّنْ يَعِيشُ بَعْدَكِ عَشْرَا
وَسِقَامُ الْجُفُونِ أَمْرَضَ قَلْبِي لَيْتَ أن الجفون تبرا فَأُبْرَا
فَارْحَلِي إِنْ أَرَدْتِ أَوْ فَأَقِيمِي أَخَذَ اللَّهُ لِلْهَوَى فيكِ أَجْرَا
وَحَدَّثَنِي جَمَاعَةٌ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعَادَةَ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي لَيْلَى وَغَيْرِهِمَا عَنْ أَبِي عَلِيٍّ بِجَمِيعِ رِوَايَتِهِ.
أَحْمَدُ بْنُ طَاهِرِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ عِيسَى أَبُو الْعَبَّاسِ الأَنْصَارِيُّ الْخَزْرَجِيُّ مِنْ ولد قيس بن سعد بن عبادة صاحبي رَسُولِ اللَّهِ ﷺ وَرَضِيَ عَنْهُمَا قَدْ نَسَبْتُهُمَا فِي كِتَابِي الْمُتَرْجِمِ بِالتَّكْمِلَةِ لكتاب
1 / 14
الصِّلَةِ صِلَةِ ابْنِ بَشْكُوَالَ وَاسْتَوْفَيْتُ هُنَالِكَ خِبْرَةَ أَصْلِ سَلَفِهِ مِنْ شَارِقَةَ عَمَلِ بَلَنْسِيَةَ وَهِيَ قَلْعَةُ الأَشْرَافِ الْمَذْكُورَةِ فِي التَّوَارِيخِ الأَنْدَلُسِيَّةِ وَانْتَقَلَ جَدُّهُ عَلِيُّ بْنُ عِيسَى إِلَى دَانِيَةَ وَبِهَا ولد أبو العباس هذا ونشأ وولي الثوري أَكْثَرَ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ وَهُوَ مِنْ كِبَارِ أَصْحَابِهِ وَجُلَّتِهِمْ وَسَمِعَ بِلَفْظِهِ صَحِيحَ مُسْلِمٍ وَعِنْدِي من أصوله سنن الدارقطني وأجزأ مِنْ حَدِيثِ الْمَحَامِلِيِّ وَهِيَ مِمَّا سَمِعَ مِنْهُ مَعَ مُسْنَدِ الْبَزَّارِ وَرِيَاضَةِ الْمُتَعَلِّمِينَ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَتُوُفِّيَ سَنَةَ ٥٣٢ حَدَّثَنَا الْقَاضِي أَبُو عَامِرِ بْنُ وهب بن أبي عيسى الفهري عليه قال أنا الْفَقِيهُ الْمُشَاوَرُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَطِيَّةَ الْعَبْدَرِيُّ قَالَ نا أَبُو العباس أحمد بن طاهر الخزرجي نا القاضي أبو علي الصدفي نا أَبُو الْفَضْلِ بْنُ خَيْرُونَ وَأَبُو الْحُسَيْنِ الصَّيْرَفِيُّ قال أبو عامر وقرى عَلَى الْخَطِيبِ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ حُبَيْشٍ وَأَنَا أَسْمَعُ عَنِ الْقَاضِي أَبِي بَكْرِ بْنِ الْعَرَبِيِّ أَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ الصَّيْرَفِيُّ قَالَ هُوَ وَابْنُ خَيْرُونَ أَنَا أَبُو يَعْلَى أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ أَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ شُعْبَةَ السّنجيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَحْبُوبِيُّ نا أَبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ نا هَنَّادُ بْنُ السَّرِيِّ نا وَكِيعٌ عن اسرايل عن سمال بْنِ حَرْبٍ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ لا تُقْبَلُ صَلاةٌ إِلا بِطُهُورٍ وَلا صَدَقَةٌ مِنْ غُلُولٍ حَدَّثَنَا الْحَافِظُ أَبُو عمر أحمد بن هرون النفري مُكَاتَبَةً مِنْ شَاطِبَةَ نا أَبُو الْحَجَّاجِ يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفِهْرِيُّ الْحَاكِمُ نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقَيْسِيُّ المقري نا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ عِيسَى وَحُدِّثْتُ عَنْ أَبِي عُمَرَ بْنِ عَيَّادٍ وَأَبِي مُحَمَّدِ بْنِ سفين قَالا نا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ طَاهِرٍ عَنْ أَبِيهِ أَبِي الْعَبَّاسِ قال قرى عَلَى الْقَاضِي أَبِي عَلِيٍّ حُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ بِالْمَرِيَّةِ فِي ذِي الْقَعْدَةِ
1 / 15
سَنَةَ ٥٠٥ وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ أَنَا الْقَاضِي أَبُو محمد عبد الله مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ هُوَ ابْنُ فورتشَ سَمَاعًا عَلَيْهِ أَنَا أَبُو عُمَرَ الطَّلَمَنْكِيُّ إِجَازَةً أَنَا الْقَاضِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مُفَرِّجٍ أَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ الدُّقِّيُّ وَيُعْرَفُ بِالصَّمُوتِ نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَمْرٍو الْبَزَّارُ نا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى أَبُو مُوسَى نا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ نا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ ونا أَبُو مُوسَى نا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ ونا أبو موسى نا الوليد ابن مُسْلِمٍ نا الأَوْزَاعِيُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ ونا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ نا بَكْرُ بْنُ مُضَرَ عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَرْثِ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ العايد في هبته كالعايد في قيه قَالَ الْبَزَّارُ هَذَا الْحَدِيثُ قَدْ رُوِيَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ مِنْ وُجُوهٍ وَهَذِهِ الأَسَانِيدُ أَحْسَنُ أَسَانِيدَ تُرْوَى عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ وَأَجَلُّ مَنْ رَوَى هَذَا الْحَدِيثَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيِّبِ وَبِالإِسْنَادِ إلى أبي الْعَبَّاسِ بْنِ عِيسَى قَالَ أَنَا الْقَاضِي أَبُو علي قراة عَلَيْهِ وَأَنَا أَسْمَعُ غَيْرَ مَرَّةٍ فِي سَنَةِ ٥٠٦ بالمرية قال قرأت على أبي الْغَنَايِمِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي عُثْمَانَ بِبَغْدَادَ أَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْبَيِّعُ نا الْحُسَيْنُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ القاضي نا هرون بن اسحق نا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَكِيمٍ حَدَّثَنِي جَدِّي يزيد بن سملك حَدَّثَنِي أَبُو الطُّفَيْلِ قَالَ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عَلَى رَاحِلَتِهِ يَسْتَلِمُ الرُّكْنَ بِمِحْجَنِهِ هذا الحديث من
1 / 16
سبا عيات أَبِي عَلِيٍّ الَّتِي خَرَّجَهَا لَهُ شَيْخُنَا الْحَافِظُ أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ مُوسَى بْنِ سَالِمٍ الْكَلاعِيُّ فِي ثَلاثَةِ أَجْزَاءٍ هِيَ عِنْدِي بِخَطِّهِ وَقَدْ قَرَأْتُ جَمِيعَهَا عَلَيْهِ وَرَوَيْتُ حَدِيثَ الْمَحَامِلِيِّ بكماله وهو خمسة عشر جزأ عن أبي الخطاب بن واجب قرأة لأكثره وأجاز لسايره عَنِ الْقَاضِي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدِ بْنِ يوسف بن سعادة قرأه لَهُ عَلَيْهِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ وَلِلْحَافِظِ أَبِي الْوَلِيدِ يُوسُفَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الدَّبَّاغِ تَخْرِيجٌ عَنْ أَبِي الْعَبَّاسِ هَذَا فِي مُعْجَمِ شُيُوخِهِ وَقَرَأْتُ بِخَطِّهِ أَنْشَدَنَا الْفَقِيهُ أَبُو علي قال أنشدني عاصم يعني أبو الْحَسَنِ الْعَاصِمِيَّ مِنْ قَوْلِهِ:
حَلَفْتُ وَيَشْهَدُ دَمْعِي بما أكابد من هجرك الزايد
فَإِنْ كُنْتَ تَجْحَدُ مَا أَدَّعِي وَحَاشَاكَ تُعْرَفُ بِالْجَاحِدِ
فَإِنَّ النَّبِيَّ ﵇ قَضَى بِالْيَمِينِ مَعَ الشَّاهِدِ
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ اللَّخْمِيُّ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْموخي مِنْ أَهْلِ إِشْبِيلِيَّةَ وَسَكَنْ قُرْطُبَةَ وَأَصْلُ سَلَفِهِ مِنْ شرّانَةَ قَرْيَةٌ بِشَرِيشِ شَذُونَةَ وَكَانَ فَقِيهًا مشاورًا ينفرد في عصره بصناعة الْحَدِيثِ كَتَبَ إِلَيْهِ أَبُو عَلِيٍّ وَحَدَّثَ عَنْهُ بِالإِجَازَةِ وَقَرَأْتُ عَلَى أَبِي الرَّبِيعِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى أَبِي جَعْفَرِ بْنِ حَكَمٍ قال قرى عَلَى الْقَاضِي أَبِي الْفَضْلِ عِيَاضِ بْنِ مُوسَى بْنِ عِيَاضٍ وَأَنَا أَسْمَعُ قَالَ حَدَّثَنِي أَبُو العلا بن زهر قَالَ كُنْتُ عِنْدَ أَبِي عَلِيٍّ الْجَيَّانِيِّ الْحَافِظِ عِنْدَ رِحْلَتِي إِلَيْهِ فَأَشَارَ عَلَيَّ بِصُحْبَةِ الْفَقِيهَيْنِ الْمُحَدِّثَيْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مَفَوِّزٍ وَأَبِي جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَالاسْتِفَادَةِ مِنْهُمَا وَقَالَ لِي لَيْسَ مِنْ هُنَا إِلَى مَكَّةَ مَنْ هُوَ فَوْقَهُمَا فِي هَذَا الْبَابِ أَوْ كَلامًا مَعْنَاهُ هَذَا وَتُوُفِّيَ فِي سَنَةِ ٥٣٣ نَقَلْتُ
1 / 17
مِنْ خَطِّ أَبِي عَلِيٍّ الصَّدَفِيِّ وَحَدَّثَنِي أَبُو الْخَطَّابِ عُمَرَ بْنُ حَسَنٍ الْكَلْبِيُّ نَزِيلُ الْقَاهِرَةِ فِي آخَرِينَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ خَيْرٍ قال نا أبو جعفر ابن عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنَّ أَبَا عَلِيِّ بْنِ سُكَّرَةَ كَتَبَ إِلَيْهِ وَحَدَّثَنِي جَمَاعَةٌ عَنِ ابْنِ سَعَادَةَ وَغَيْرِهِ عَنْ أَبِي عَلِيٍّ قَالَ قَرَأْتُ عَلَى أبي العباس أحمد ابن إِبْرَاهِيمَ الرَّازِيِّ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ بْنِ حَسَّانٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْمَأْمُونِ أَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْمِسْوَرِ البزار نا مِقْدَامُ بْنُ دَاوُدَ نا أَسَدُ بْنُ مُوسَى نا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ الْجَزَرِيُّ عَنِ الْوَلِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَاجٍ عَنْ حَدِيثِ عَوْنِ بْنِ أَبِي جُحَيْفَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ أَكَلْتُ ثَرِيدَةً بِلَحْمٍ سَمِينٍ فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ أمجشاه فقال اكفف أو احبس عليك من حشايك أَبَا جُحَيْفَةَ فَإِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ شِبَعًا فِي الدُّنْيَا أَطْوَلَهُمْ جُوعًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَ فَمَا أَكَلَ أَبُو جُحَيْفَةَ بِمِلْءِ بَطْنِهِ حَتَّى فَارَقَ الدنيا كان إذا تغذى لا يَتَعَشَّى وَإِذَا تَعَشَّى لا يَتَغَدَّى.
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى بْنِ عَطَا اللَّهِ الصُّنْهَاجِيُّ أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ الْعَرِيفِ أَصْلُ أَبِيهِ مِنْ طَنْجَةَ وَكَانَ بِقَصَبَةِ الْمَرِيَّةِ فِي رِجَالِ ابْنِ صُمَادِحٍ وَنَشَأَ ابْنُهُ هَذَا وَقَدْ مَسَّتْهُ الحاجة فرفعه في صغره إلى حايل يعلمه وأبي هو لا تَعَلُّمَ الْقُرْآنِ وَتَعَلُّقَ الْكُتُبِ فَكَانَ يَنْهَاهُ وَيُخَوِّفُهُ وَدَارَ لَهُ مَعَهُ مَا كَادَ يُتْلِفُهُ إِلَى أن تركه لقصده فنجا نَسِيجَ وَحْدِهِ اقْتَضَبْتُ هَذَا مِمَّا حَكَى أَبُو عُمَرَ بْنِ عَيَّادٍ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ نُمَارَةَ فِي أَوَّلِيَّتِهِ وَأَخْبَرَ عَنْهُ
1 / 18
أَنَّ أَبَاهُ كَانَ يَقُولُ فِي زِيَارَتِهِمْ إِيَّاهُ رأى أبي كان أرشد من رأى إِنِّي لأَعْلَمُ أَنِّي بِهِ أَكْرَمُ أَوْ مَا هَذَا مَعْنَاهُ قَالَ وَقَرَأَ الْقُرْآنَ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الْبرجنِيِّ بِالْمَرِيَّةِ وَعَلَى أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ النحاس وَأَبِي جَعْفَرٍ الْخَزْرَجِيِّ بِقُرْطُبَةَ وَسَمِعَ الْحَدِيثَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ الصَّدَفِيِّ وَلَهُ رِوَايَةٌ بِبَلَدِهِ عَنْ أَبِي خَالِدٍ يَزِيدَ مَوْلَى الْمُعْتَصِمِ وَأَبِي بَكْرٍ عُمَرَ بْنِ رِزْقٍ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ الْفَصِيحِ وَأَبِي مُحَمَّدٍ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ الْحَنَّاطِ الْقَرَوِيِّ وَغَيْرِهِمْ وروى كتاب الفصوص لصاعد عن أبي مُحَمَّدٍ الرَّكَلِيِّ عَنْ أَبِي مَرْوَانَ بْنِ حَيَّانَ عَنْهُ وَيَرْوِيهِ أَيْضًا عَنْ أَبِي الْقَاسِمِ بْنِ النَّحَّاسِ عَنْ أَبِي مَرْوَانَ بْنِ سِرَاجٍ عَنِ ابْنِ حَيَّانَ سَمِعَهُ عَلَيْهِ مَعَ ابْنِهِ عُمَرَ بن حيان بقراة مُهَاجِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَزْمٍ فِي شَعْبَانَ سنة ٤٤٤ عن صاعد وتصدر بالمرية للإقرأ وَقَدْ أَقْرَأَ بِسَرَقُسْطَةَ وَوَلِيَ الْحِسْبَةَ بِبَلَنْسِيَةَ وَكَانَ ينوع خطه فيحيد وبعد صيته في الزهادة العبادة وَكَثُرَ أَتْبَاعُهُ عَلَى طَرِيقَتِهِ الصُّوفِيَّةِ حَتَّى نُمِيَ ذَلِكَ إِلَى أَمِيرِ الْمُلَثَّمِينَ عَلِيِّ بْنِ يُوسُفَ بن تاشفين ويقال أن فقيهًا بلده اتفقوا على إنكار مذاهبه فَسَعَوْا بِهِ إِلَى السُّلْطَانِ وَحَذَّرُوهُ مِنْ جَانِبِهِ فَأَمَرَ بِإِشْخَاصِهِ إِلَيْهِ مِنَ الْمَرِيَّةِ مَعَ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ الْمَيُورْقِيِّ مِنْ غَرْنَاطَةَ وأبي الْحَكَمِ بْنِ بَرَّجَانَ مِنْ إِشْبِيلِيَةَ وَكَانُوا نَمَطًا وَاحِدًا فِي الانْتِحَالِ وَالاتِّصَافِ بِصَلاحِيَةِ الْحَالِ وَلأَبِي الحكم الشفوق عليهم حتى قيل فيه غزّ إلى الأَنْدَلُسَ فَسُيِّرُوا جَمِيعًا إِلَى مَرَّاكُشَ وَلَمْ يَقُمْ بِهَا ابْنُ الْعَرِيفِ إِلا قَلِيلا وَتُوُفِّيَ فِي صَفَرٍ سَنَةَ ٥٣٦ وَاحْتَفَلَ النَّاسُ بِجِنَازَتِهِ هَذَا مَا أَوْرَدَ ابْنُ بَشْكُوَالَ فِي تَارِيخِهِ مِنْ خَبَرِ وَفَاتِهِ قَالَ وَنَدِمَ السُّلْطَانُ عَلَى مَا كَانَ مِنْهُ فِي جَانِبِهِ وَظَهَرَتْ لَهُ كَرَامَاتٌ وَحَكَى ابْنُ عَيَّادٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْعَزَّالِ وَكَانَ مُخْتَصًّا بِابْنِ الْعَرِيفِ أَنَّ ابْنَ تَاشَفِينَ أنكر
1 / 19
عليه تسرعه وَقَدْرَ فَضْلِهِ وَصَلاحِهِ لَدَيْهِ فَوَرَدَ أَمْرُهُ تَخْلِيَةُ سَبِيلِهِ وَقَدْ بَلَغَ الْمُوَكَّلُونَ بِهِ سَبْتَةَ فَمَرِضَ بِعَقِبِ ذَلِكَ وَتُوُفِّيَ هُنَالِكَ وَقِيلَ إِنَّهُ سُمَّ فِي طَرِيقِهِ بَعْدَ مَا أَجَازَ الْبَحْرَ وَالأَوَّلُ أَصَحُّ وَقَبْرُهُ وَقَبْرُ ابْنُ بَرَّجَانَ بِمَرَّاكُشَ مُتَلاصِقَانِ حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الأندرشِيُّ الْحَاكِمُ نا أَبُو بَكْرِ بْنُ خَلِيفَةَ المقري الإِشْبِيلِيُّ نا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بن موسى الزاهد قال قرى عَلَى أَبِي عَلِيٍّ حُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الإِمَامِ الْحَافِظِ وَأَنَا أَسْمَعُ أَنَا الشَّيْخُ) الصَّالِحُ (أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بن فهد العلاف قراة مِنِّي عَلَيْهِ بِبَغْدَادَ نا الشَّيْخُ أَبُو الْفَتْحِ محمد بن أحمد بن أبي الفوارس أملأ بِجَامِعِ الرُّصَافَةِ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الصَّوَّافِ نا عَبْدُ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ هُوَ أَبُو شُعَيْبٍ الْحَرَّانِيُّ حَدَّثَنِي يَحْيَى يَعْنِي ابْنَ عبد الله نا الأوزاعي قال حدثني هرون بْنُ رَيَّابٍ قَالَ دَخَلَ الأَحْنَفُ) بْنُ قَيْسٍ (مَسْجِدَ دِمَشْقَ فَإِذَا بِرَجُلٍ يُكْثِرُ الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ فَقَالَ وَاللَّهِ لا أَبْرَحُ حَتَّى أَنْظُرَ عَلَى شَفْعٍ يَدْرِي يَنْصَرِفُ أَوْ عَلَى وِتْرٍ قَالَ فَلَمَّا انْصَرَفَ الرَّجُلُ قَالَ لَهُ الأَحْنَفُ يَا عَبْدَ اللَّهِ هَلْ تَدْرِي عَلَى شَفْعٍ انْصَرَفْتَ أو على وتر قال لا أَكُنْ أَدْرِي فَإِنَّ اللَّهَ يَدْرِي سَمِعْتُ خَلِيلِي أَبَا الْقَاسِمِ ﷺ ثُمَّ بَكَى ثُمَّ قَالَ سَمِعْتُ خَلِيلِي أَبَا الْقَاسِمِ ﷺ ثُمَّ بَكَى ثُمَّ قال سمعت خليي أَبَا الْقَاسِمِ ﷺ يَقُولُ مَا مِنْ عَبْدٍ سَجَدَ لِلَّهِ سَجْدَةً إِلا رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا حطية قُلْتُ مَنْ أَنْتَ يَا عَبْدَ اللَّهِ قَالَ أَنَا أَبُو ذَرٍّ قَالَ فَتَقَاصَرْتُ إِلَى نَفْسِي مِمَّا وَقَعَ فِي نَفْسِي عَلَيْهِ وَبِهِ إِلَى ابْنِ أَبِي الْفَوَارِسِ قَالَ نا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ نا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَدَنِيُّ نا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ؟؟ الْمَرْوَزِيُّ أَنَا نُوحُ بْنُ الْهَيْثَمِ نا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ
1 / 20
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ نبيطٍ قَالَ كُنَّا بِخُرَاسَانَ جُلُوسًا عِنْدَ الضَّحَّاكِ بْنِ مُزَاحِمٍ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَسَأَلَهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ ﷿ إِنَّا نراك من المحسنين مَا كَانَ إِحْسَانُ يُوسُفَ ﵇ قَالَ كان إذا ضَاقَ عَلَى رَجُلٍ مَكَانَهُ وَسَّعَ لَهُ وَإِنِ احْتَاجَ جَمَعَ لَهُ أَوْ سَأَلَ لَهُ وَإِنْ مَرِضَ قَامَ عَلَيْهِ وَمِنْ شِعْرِ ابْنِ الْعَرِيفِ الَّذِي يَسْتَجْلِي بِهِ الْخَطْبَ الْبَهِيمِ وَيَسْتَجْفِي لَهُ رَطْبَ النَّسِيمِ مَا يَرْوِيهِ أَبُو الصَّبْرِ أَيُّوبُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْفِهْرِيُّ وَحَدَّثَنِي غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْهُ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ عُمَرَ بْنِ يُوسُفَ الْكِنَانِيُّ الْمَالِقِيُّ بِمَنْزِلِهِ فِي مَنَازِلِ الْمُعِزِّ بِمِصْرَ
قَالَ أَنْشَدَنِي الْفَقِيهُ الزَّاهِدُ أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ الْعَرِيفِ لِنَفْسِهِ:
سَلُوا عَنِ الشَّوْقِ مَنْ أَهْوَى فَإِنَّهُمُ أَدْنَى إِلَى النَّفْسِ من نفسي ومن نفس
ما زلت مذ سكنوا قلبي أصون لهم بخطي وَسَمْعِي وَنُطْقِي إِذْ هُمُ أُنُسِي
فَمَنْ رَسُولِي إلى قلبي ليسلهم عَنْ مُشْكِلٍ مِنْ سُؤَالِ الصَّبِّ مُلْتَبِسِ
حَلُّوا فؤادي فما يندي ولو وطئوا صخر الجاد بها مِنْهُ مُنْبَجِسِ
وَفِي الْحَشَى نَزَلُوا وَالْوَهْمُ يَجْرَحُهُمْ فكيف قروا على أذكى من القبس
لا نهضن إلى حشري بحبهم لا بارك الله في من حانهم فنسى
وهده الأَبْيَاتُ أَنْشَدَ أَبُو بَكْرِ بْنُ خَيْرٍ فِي بَرْنَامَجِهِ أَرْبَعَةً مِنْهَا وَقَالَ
1 / 21
سَأَلْتُهُ أَنْ يُجِيزَ لِي جَمِيعَ مَا رَوَاهُ وَأَلَّفَهُ وَأَجَابَ فِيهِ وَجَمِيعَ مَنْثُورِهِ وَمَنْظُومِهِ فَأَجَازَ لِي ذَلِكَ كُلَّهُ فِي ذِي الْقَعْدَةِ سَنَةَ ٥٣٤ وَحَدَّثَنَا عَنِ ابْنِ خَيْرٍ جَمَاعَةٌ مِنْ شُيُوخِنَا قَدْ ذَكَرْتُ بَعْضَهُمْ وَأَنْشَدَنَاهَا بِجُمْلَتِهَا صَاحِبُنَا الْكَاتِبُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ عُمَرَ الرَّبَعِيُّ بِحَضْرَةِ تُونُسَ كَلاهَا اللَّهُ قَالَ أَنْشَدَنِي أَبُو سهل يونس الْجُذَامِيُّ بِهَا قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَلِيحٍ الْحَضْرَمِيُّ قَالَ أَنْشَدَنَا الأُسْتَاذُ النَّحْوِيُّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ الْمَدَرَةِ قَالَ أَنْشَدَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ بْنُ الْعَرِيفِ لِنَفْسِهِ فَذَكَرَهَا وَقَالَ أَدْنَى إِلَى الْوَهْمِ فِي الْبَيْتِ الأَوَّلِ وَقَالَ فَمَنْ رَسُولِي إِلَيْهِمْ كَيْ يسايلهم فِي الْبَيْتِ الثَّالِثِ وَقَدْ حَدَّثَنَا مِنْ أَصْحَابِنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ السُّلَمِيُّ ابْنُ فرتُونَ مُكَاتَبَةً مِنْ سَبْتَةَ وَأَبُو عَمْرٍو عَيْشُونُ بْنُ مُحَمَّدٍ اللَّخْمِيُّ لَفْظًا بِتُونُسَ وَغَيْرُهُمَا قَالُوا أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ أَحْمَدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ أَحْمَدَ الْخَزْرَجِيُّ الْقُرْطُبِيُّ نَزِيلُ مَدِينَةِ فَاسَ عَنِ ابْنِ الْعَرِيفِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْخَوْلانِيُّ أَبُو الْعَبَّاسِ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ أحمدوسَ وَيُعْرَفُ أَيْضًا بِالْقرباقِيِّ مِنْ أَهْلِ مُرْسِيَةَ لَهُ سَمَاعٌ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ وَلا يَتَّصِلُ لَنَا بِهِ إِسْنَادٌ وَأَمَّا ابْنُهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ فمذكور في بابه وقد حرجت من حدمه هُنَالِكَ وَفِي السَّامِعِينَ مِنْ أَبِي عَلِيٍّ رِيَاضَةَ الْمُتَعَلِّمِينَ لأَبِي نُعَيْمٍ بِتَارِيخِ سَنَةِ ٤٩٤ أَحْمَدُ بْنُ مُوسَى بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ مِنْ أَهْلِ مُرْسِيَةَ وَلا أَعْرِفُهُ وَوَالِدُ شَيْخِنَا أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي جَمْرَةَ هُوَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مُوسَى وَلَمْ يَبْلُغْنِي أَنَّ لَهُ رِوَايَةً عن أبي علي ولا يبعد ذلك.
1 / 22
أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ جَعْفَرٍ مِنْ أَهْلِ مُرْسِيَةَ أَبُو جَعْفَرٍ أَحَدُ أَصْحَابِ أَبِي عَلِيٍّ وَلَمْ أَقِفْ عَلَى مَا سَمِعَ مِنْهُ وَكَانَتْ لَهُ رِحْلَةٌ حَجَّ فِيهَا وَاضْطَلَعَ بِالآدَابِ يُعْدَى جَهَابِذَةَ الْكُتَّابِ وَوَقَفْتُ لأَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي الْخِصَالِ عَلَى مُخَاطَبَاتٍ إِلَيْهِ تَزِيدُ عَلَى السِّتِّينَ أَشْرَكَ فِي بَعْضِهَا مَعَهُ أَخَاهُ أَبَا يَحْيَى مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ وَمَعَهُمَا فِي بَعْضٍ أَبَا الْعَبَّاسِ الْقرباقِيَّ وَأَخَذَاهَا مُؤَرَّخَةً بالمحرم ٥٣٨ وَلَهُ يَقُولُ:
يَا حِفْظَ اللَّهِ أَخَا حَافِظًا اذْكُرْنِي الْعَهْدَ وَلَمْ أَنْسَهْ
وَكَانَ كَالْعَذْبِ عَلَى غِلَّةٍ يَعْرِضُ لِي مِنْ كُثْبِ نَفْسَهْ
مَنَّ بِقِرْطَاسٍ حَبَانِي بِهِ أَتْعَبُ فِي تَجْبِرَةِ خُمُسَهْ
رَدَّ بِهِ النُّورَ إِلَى نَاظِرٍ مِنْهُ اسْتَمَدَّتْ يَدُهُ نَفْسَهْ
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ هَذَا وَأَخِيهِ أَبِي يَحْيَى أَبُو الْحَكَمِ عُبَيْدُ الله ابن عَلِيِّ بْنِ غلسدَةَ.
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ التَّمِيمِيُّ أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ وَرْدٍ وَهُوَ خَالُهُ غَلَبَتْ عَلَيْهِ النِّسْبَةُ إِلَيْهِ وَكَانَ أَبُوهُ مِنْ أَهْلِ الْقَيْرَوَانِ وَرَدَ الْمَرِيَّةَ فَأَوْطَنَهَا إِلَى أَنْ مَاتَ بِهَا وَنَشَأَ ابْنُهُ هَذَا فَكَانَ عَالِمَهَا الْمَنْظُورُ إِلَيْهِ وَحَبْرَهَا الْمُجْمَعُ عَلَيْهِ مَعَ التعتيق ودقة النظر ولطف الإستنباط ويوقد الزَّمَنِ وَحَكَى أَبُو عُمَرَ بْنُ عَيَّادٍ أَنَّ أَبَا الْقَاسِمِ هَذَا وَأَخَاهُ أَبَا مَرْوَانَ عَبْدَ الْمَلِكِ يُعَلِّقَا فِي أَوَّلِ أَمْرِهِمَا بِالسُّوقِ ثُمَّ انتقلا إلى الطلب وقراة الْعِلْمِ وَذَكَرَ إِجَازَةَ أَبِي الْقَاسِمِ إِيَّاهُ لِجَمِيعِ ما ألفه ورواه قال وتلمذ للقاضي أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُرَابِطِ وَاخْتَلَفَ إِلَيْهِ قَدِيمًا وَسَمِعَ مِنْهُ وَأَجَازَ لَهُ جَمِيعَ رِوَايَتِهِ
1 / 23
عن الطلمنكي وابن ميقل وأبي عمرو المقري وَالْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ وَصَحِبَ بِالْمَرِيَّةِ أَيْضًا أبا محمد بن العسال الزاهد الطلمطلي وَأَبَا مُحَمَّدِ بْنَ سَابِقٍ الصَّقَلِيَّ وَدَرَسَ عَلَيْهِ الأُصُولَ وَكَانَ يَرْوِي كُتُبَ الْقَاضِي أَبِي بَكْرِ بْنِ الطَّيِّبِ الْبَاقِلانِيِّ عَنْ كَرِيمَةَ الْمَرْوَزِيَّةِ عَنْهُ ودرس الفقه على صاحب المطالم أبي اسحق بْنِ أَسْوَدَ الْغَسَّانِيِّ وَأَجَازَ لَهُ جَمِيعُهُمْ وَرَحَلَ إلى قرطبة قديمًا فلقي بها من فقهايها الْمُسَاوِرِينَ وَحُفَّاظِهَا الْمُدَرِّسِينَ أَبَا الْقَاسِمِ أَصْبَغَ بْنَ الْمُنَاصِفِ وَأَبَا الْوَلِيدِ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ رُشْدٍ وَأَبَا الْوَلِيدِ هِشَامَ بْنَ أَحْمَدَ الْمَعْرُوفَ بِابْنِ الْعَوَّادِ فَنَاظَرَ عِنْدَهُمْ وَدَأَبَ عَلَى التَّفَقُّهِ بِأَبِي الْقَاسِمِ مِنْهُمْ وَقَيَّدَ الآدَابَ وَالْعَرِيبَ فِي تلك المدة على أبي الحسين بن سراج عالم الأدبا بِالأَنْدَلُسِ الْمُتَّسِعِ الدِّرَايَةِ عَلَى ضِيقِ الْمَجَالِ فِي الرِّوَايَةِ وَرَحَلَ إِلَى سِجِلْمَاسَةَ فِي سَنَةِ ٤٩٣ أَوْ نَحْوِهَا فَسَمِعَ بِهَا صَحِيحَ الْبُخَارِيِّ مِنْ أَبِي مُحَمَّدٍ وَيُكَنَّى أَيْضًا أَبَا الْقَاسِمِ بَكَّارُ بْنُ برْهُونَ بْنِ الْغرديسِ وَكَانَ قَدْ حَجَّ قَدِيمًا وَسَمِعَ الْكِتَابَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ الْهَرَوِيِّ وَعَمَّرَ طويلًا حتى انفرد براويته يقال أنه بلغ الماية أَوْ أَرْسَى عَلَيْهَا وَبَيْتُهُ شَهِيرٌ بِمَدِينَةِ فَاسَ وَنَزَلَ هُوَ سِجِلْمَاسَةَ وَسَمِعَ أَيْضًا مِنْ أَبِي الْحَسَنِ الْمُبَارَكِ بْنِ سَعِيدٍ الأَسَدِيِّ الْبَغْدَادِيِّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْخَشَّابِ أَحَدِ الرُّوَاةِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْخَطِيبِ وَأَبِي عَبْدِ اللَّهِ الْقُضَاعِيِّ وَغَيْرِهِمَا وَلَمَّا ورد المرية أبو علي الغساني للأستشفا بِهَا صَمتهَا مِنَ الشِّكَايَةِ الَّتِي عَطَّلَتْهُ أَوَّلَ سنة ٩٦ لازمه إذ ذاك وهو كان القاري لأَكْثَرِ مَا سَمِعَ مِنْهُ بِهَا مَعَ أَبِي الربيع سليمان بن حزم مَنْزِلِهِ وَمِنْ ذَلِكَ مُصَنَّفُ أَبِي دَاوُدَ السِّجِسْتَانِيِّ وَكِتَابُ الاسْتِيعَابِ لأَبِي عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْبَرِّ وَتَأْلِيفُ أَبِي عَلِيٍّ الْمُتَرْجِمُ بِتَقْيِيدِ الْمُهْمَلِ وَتَمْيِيزِ الْمُشْكَلِ ثُمَّ رَحَلَ إِلَيْهِ إِلَى قُرْطُبَةَ
1 / 24