Dictionary of Monotheism
معجم التوحيد
Publisher
دار القبس للنشر والتوزيع
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٣٥ هـ - ٢٠١٤ م
Genres
قال الشيخ صالح الفوزان: "فإن المنافقين يقولونها بألسنتهم غير معتقدين بمدلولها" (^١).
رابعًا: المحبة: لهذه الكلمة ولما دلت عليه:
وهذا بخلاف ما عليه المنافقون.
* الدليل قوله تعالى: ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ﴾ [البقرة:١٦٥]، وقوله: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ﴾ [المائدة: ٥٤].
وثبت في الصحيح عَنْ أَنَسٍ بنِ مَالِكٍ ﵁ عَنْ النَّبيِّ ﷺ قَالَ: "ثَلاثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ: مَنْ كَانَ اللهُ وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَمَنْ أَحَبَّ عَبْدًا لا يُحِبُّهُ إِلا لِلَّهِ، وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعُودَ فِي الْكُفْرِ بَعْدَ إِذ أَنقَذهُ الله كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى فِي النَّارِ" (^٢).
قوله: "ثلاث من كن فيه " ... الخ. قال الحافظ النووي ﵀: "هذا حديث عظيم أصل من أصول الإسلام.
قال العلماء ﵏: "معنى حلاوة الإيمان" استلذاذ الطاعات وتحمُّل المشقات في رِضَى الله ﷿ ورسوله ﷺ، وإيثار ذلك على عَرَض الدنيا، ومحبة العبد ربه ﷾ بفعل طاعته وترك مخالفته وكذلك محبة رسوله ﷺ".
قال القاضي ﵀: "هذا الحديث بمعنى الحديث المتقدم: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربًا، وبالإسلام دينًا، وبمحمد ﷺ رسولًا"؛ وذلك أنه لا تصح المحبة لله
_________
(^١) "لا إله إلا الله" معناها ومكانتها وفضلها ص ١٥.
(^٢) أخرجه البخاري (٦)، (٢١)، (٦٠٤١)، (٦٩٤١). ومسلم (٤٣) واللفظ للبخاري.
1 / 30