Muʿjam al-maʿālim al-jughrāfiyya fī al-sīra al-nabawiyya
معجم المعالم الجغرافية في السيرة النبوية
Publisher
دار مكة للنشر والتوزيع
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٤٠٢ هـ - ١٩٨٢ م
Publisher Location
مكة المكرمة
Genres
سَوْقُ الْمُؤَبَّلِ لِلْمُؤَبَّلِ
صَادِرَاتٌ عَنْ بَلَادِحْ
قُلْت: أَرَادَ «بَلْدَحَ» فَجَمَعَ، وَبَلْدَحُ هُوَ: وَادِي مَكَّةَ الثَّانِي، يُسَمَّى أَعْلَاهُ عِنْدَ حِرَاءٍ وَادِي الْعَشْرِ، وَكَانَ عَلَى عَهْدِ الْأَزْرَقِيّ يُسَمَّى «مَكَّةَ السِّدْرِ» فَإِذَا تَوَسَّطَ بَيْنَ مَكَّةَ وَعُمْرَةِ التَّنْعِيمِ سُمِّيَ فَخًّا وَيُسَمَّى الْيَوْمَ الزَّاهِرَ، وَمِنْهُ الشُّهَدَاءُ، فَإِذَا تَجَاوَزَ جَبَلَ مُلِحَّات سُمِّيَ «بَلْدَحَ» وَيُسَمَّى الْيَوْمَ وَادِي أُمِّ الدُّودِ، وَغُيِّرَ اسْمُ أُمِّ الدُّودِ إلَى أُمِّ الْجُودِ، وَإِذَا تَجَاوَزَ أُمَّ الدُّودِ وَأَقْبَلَ عَلَى الْحُدَيْبِيَةِ، سُمِّيَ وَادِيَ الْمَقْتَلَةِ، ثُمَّ يَصُبُّ فِي مَرِّ الظَّهْرَانِ عَلَى مَرْأًى مِنْ الْحُدَيْبِيَةِ شَمَالًا.
الْبَلْقَاءُ بِفَتْحِ الْبَاءِ وَسُكُونِ اللَّامِ ثُمَّ قَافٍ، مَمْدُودٍ مُعَرَّفٌ: جَاءَ فِي ذِكْرِ زَيْدِ بْنِ نُفَيْلٍ وَطَلَبِهِ دِينَ إبْرَاهِيمَ، حَيْثُ قَالَ:. . . حَتَّى انْتَهَى إلَى رَاهِبٍ بِمَيْفَعَةَ مِنْ أَرْضِ الْبَلْقَاءِ كَانَ يَنْتَهِي إلَيْهِ عِلْمُ أَهْلِ النَّصْرَانِيَّةِ فِيمَا يَزْعُمُونَ.
قُلْت: الْبَلْقَاءُ، إقْلِيمٌ مِنْ أَرْضِ الشَّامِ فِي الْمَمْلَكَةِ الْأُرْدُنِّيَّةِ الْهَاشِمِيَّةِ، وَهُوَ الْإِقْلِيمُ الَّذِي تَتَوَسَّطُهُ مَدِينَةُ عَمَّان عَاصِمَةِ الْأُرْدُنِّ، وَمِنْ أَشْهَرِ مُدُنِ هَذَا الْإِقْلِيمِ: عَمَّانُ وَالسَّلْطُ ومادبا وَالزَّرْقَاءُ وَالرُّصَيْفَةُ، يَتَّصِلُ بِهِ فِي الْجَنُوبِ إقْلِيمُ الشَّرَاةِ الَّذِي قَاعِدَتُهُ مَعَانُ، وَفِي الشَّمَالِ إقْلِيمُ حَوْرَانَ، وَيُشْرِفُ إقْلِيمُ الْبَلْقَاءِ عَلَى الْغَوْرِ الْأُرْدُنِّيِّ غَرْبًا، وَيَتَّصِلُ بِبَادِيَةِ الشَّامِ وَصَحْرَاءِ الْعَرَبِ شَرْقًا، وَمِنْطَقَتُهُ جَبَلِيَّةٌ عَالِيَةٌ،
1 / 49