98

Dibaj Wadi

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

Genres

Rhetoric

فقال بعضهم: من أله إذا تحير؛ لأن العقول متحيرة في معرفة الله تعالى وإدراك كنه حقيقته، وقال بعضهم: اشتقاقه من أله إذا احتجب؛ لأنه تعالى لا تدركه أبصار العيون، ولا تناله بصائر(1) العقول، ثم إذا كان مشتقا فهل يكون علما أوغير علم؟ والحق أنه ليس علما محضا، وإنما هو جار مجراه فيما فيه من العلمية، [وهو] (2) كونه دالا على معنى في نفسه على جهة التغيير كزيد وعمرو، وبما فيه من مخالفة أمر العلمية لم يجز تغييره كتغيير الأعلام بالنقل والوضع، ولزوم اللام له؛ لأنه من الأسماء الغالبة كلزوم اللام في النجم للثريا، وتفخيم هذه اللفظة من السنة، هكذا قاله الزجاج(3)، وإنما التزموا تفخيمه دلالة على عظم حال مسماه وفخامة شأنه.

(الذي لا يبلغ): لما اعتاص عليهم وصف(4) المعارف بالجمل الفعلية والاسمية؛ لما في الجمل من غاية التنكير فوضعوا (الذي) وصلة إلىذلك، وهذا على نحو صنعهم(5) في (ذو)، فإنه لما كان يتعذر عندهم الوصف بالمصدر واسم الجنس لعدم الاشتقاق فيهما، توصلوا إلى الوصف بهما بإدخال ذو، فقالوا: هذا رجل ذو مال وذو علم، وبلغ المكان إذا وصله، قال تعالى: {فإذا بلغن أجلهن}[البقرة:234] فنفىعليه السلام أن يوصل إلى كنه مدحه.

Page 103