196

Dibaj Wadi

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

Genres

Rhetoric

(أنطق لكم العجماء): أظهر لكم الأدلة، وأكشف عنها، التي لم تكن مذكورة قبلي، ولا يكشف عنها أحد مثلي، والعجماء: البهيمة؛ سميت بذلك لأنها لا تتكلم، والحجة: ما لم يتكلم بها أحد ويظهرها فهي عجماء، والأعجمي: الذي لايفصح عن كلامه.

(ذات البيان): صفة للعجماء، يريد أن الحجة بعدما كشفها تصير ذات بيان، لما يظهر فيها من الإفصاح بالعلم بمدلولها.

(عزب رأي امرئ تخلف عني): عزب أي بعد أمره، وما أدى إليه نظره من لم يوافقني على ما أنا عليه ويبايعني(1)، وهذا عام أعني إنكاره على من تخلف عنه، سواء كان ذلك عن نكث ومشاقة، كما كان من طلحة والزبير وغيرهما، أو كان عن بصيرة كما كان من عبد الله بن عمر، ومحمد بن مسلمة، وسعد بن أبي وقاص؛ لأنه قائم على الحق، وما بعد الحق إلا الضلال.

(ما(2) شككت في الحق مذ رأيته(3)): يشير أنه(4) عليه السلام كان صافي الذهن، متقد القريحة، منور البصيرة من جهة الله تعالى، فلا يخالجه شك في معرفة الحق وتحققه، ولهذا قال: (علمني رسول الله ألف باب من العلم، فانفتح لي في كل باب ألف باب)(5).

ومن هذه حاله كيف لايدرك الحق عند رؤيته له.

Page 201