143

Dibaj Wadi

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

Genres

Rhetoric

(ورغب به عن مقام البلوى): رغب في الشيء إذا أراد به، ورغب عنه إذا لم يرده(1)، ورغبت به عن كذا إذا لم ترده(2) على تلك الحال، كما تقول: رغبت بفلان عن السفر، ورغبت بكتابي عن العارة إذا لم ترده على ذلك، والغرض أن الله تعالى رغب بنبيه أي لم يرده للدنيا، وإنما أكرمه بما عنده فنقله إليه، والمقام: يروى بضم الميم من أقام وبفتحها من قام، والبلوى مصدر كالرجعى والبشرى(3)، أي مقام البلاء.

(فقبضه إليه كريما): إما قبض(4) كريما من الرفق بروحه والسهولة في قبضها، وإما وهو كريم بما أجزل(5) الله له من الثواب على إبلاغ الرسالة على وجهها واحتمال مشاقها.

(وخلف فيكم ما خلفت الأنبياء في أممها): يريد أنه صلى الله عليه ما مات إلا بعد إبلاغ الرسالة، وإيضاح كل مشكل، وبيان كل عمى.

(إذ لم يتركوهم هملا(6) بغير طريق واضح، ولا علم قائم): الطريق: يذكر ويؤنث، وهو ها هنا عبارة عن الأدلة الواضحة، والعلم هو: المنار في الطريق.

قال جرير(7):

Page 148