141

Dibaj Wadi

الديباج الوضي في الكشف عن أسرار كلام الوصي

Genres

Rhetoric

(وأهواء منتشرة): الهوى: ما تدعو إليه النفس وتنزع إليه، وإنما وصفها بالانتشار، لأنهم حكموا فيها أهواءهم، واتبعوا في الانقياد لها آراءهم، فأوقعتهم في الحيرة، وضلوا بها في كل مستاهة(1).

(وطرائق متشتتة): الطرائق: جمع طريقة، وهي: المذهب والنحلة، قال تعالى: {كنا طرائق قددا}[الجن:11] أي مللا مختلفة أهواؤها، والتشتت: عبارة عن التفرق، مأخوذ من الشت وهو التفريق، يقال: كساء مشتوت إذا كانت خيوطه متباعدة، هم.

(بين مشبه لله بخلقه): البين: يستعمل في الفصل والوصل، وهو من أسماء الأضداد، كالسدفة فإنها تستعمل للضوء والظلام، وقرئ قوله تعالى: {لقد تقطع بينكم}[الأنعام:94] بالرفع أي وصلكم، وبالنصب على حذف الموصول أي ما بينكم، وانتصابه على الظرفية ها هنا، والمشبه من قال: إن الله تعالى بصفة الجسم في الحصول في الحيز(2)، والأعضاء والجوارح، أو بصفة العرض في الحلول، وهذه مقالة لفرق وطوائف.

(أو ملحد في اسمه): ألحد في دين الله(3) إذا عدل عنه، ومنه اللحد لأنه مشتق في غير سمت القبر، وإنما قال عليه السلام: ملحدا في اسمه؛ لأنهم عدلوا باسم الله إلى غيره، فسموا غيره باسمه، فقال للأصنام: آلهة، والإلهية على الحقيقة مختصة به، لا تطلق على غيره.

Page 146