فكان أقرب إلى الأدب العربي، يدرس معه بعض الأساتذة من شمال أفريقيا، وهو الذي ترجم القرآن إلى اللغة الفرنسية، وطبعه طبقا لأوقات النزول، وهي الدعوة التي نادى بها خلف الله أحمد خلف الله من مدرسة أمين الخولي مثل سيد قطب الثاني، الناقد الأدبي (الأول هو الشاعر والقصاص، والثالث هو المفكر الإسلامي الاجتماعي، والرابع هو صاحب «معالم في الطريق») اعتقادا أن ترتيب القرآن من توقيف عثمان لإبراز الجانب الإنساني في التدوين. وكان هناك رودنسون صاحب «الإسلام والرأسمالية» زرته بين رفوف مكتبته، واعتذر أنه لن يطيل معي لأن صديقته ستأتي، وأنه لا بد أن تكون له صديقة تخفف عنه عناء الكتابة.
وإذا كان وعيي قد ازدهر مع جان جيتون، فإن وعيي السياسي قد تكون في مظاهرات الحي اللاتيني مع الطلبة المسلمين من شمال أفريقيا
Mena
ومقره 115 شارع سان ميشيل
B4 Mich 115
ضد الاحتلال الفرنسي للجزائر، ثم ضد انقلاب بو مدين على الرئيس بن بلا بعد الاستقلال، ومظاهرات أخرى ضد قذف أمريكا فيتنام بالقنابل بعد أن خرجت فرنسا، وكانوا بؤرة لتجمع طلاب العالم الثالث بالاشتراك مع طلبة أمريكا اللاتينية والطلبة العرب. وكان المطعم الإسلامي مكانا للتجمع خاصة يوم الجمعة، يوم «السكسك»
Socsoc
وبتعبير المصريين «الكسكوسي» باللحم والخضار. ومكان آخر للتجمع هو مسجد باريس، وكان أقرب إلى التجمع اليميني وجماعة البشير الإبراهيمي؛ فالوطن قد جمع الجميع بالرغم من الشقاق بين المجموعتين، قبل الشقاق بين حماس وفتح الآن في المقاومة الفلسطينية؛ فالوطن لا شقاق أو فرقة فيه. وفي المظاهرات تعرفت على علي شريعتي الذي كان ينادي بالثورة الإيرانية ضد الشاه، وكان أستاذه جاك بيرك يشكو منه ومن ضياع وقته، ولا ينجز رسالته الجامعية
Doctorat d’université
دون التطلع إلى دكتوراه الدولة. وعند الأستاذ برونشفيج مشرف رسالتي الأولى تعرفت على محمد أركون الذي كان يعد رسالته لدكتوراه الدولة
Unknown page