زينب (بتعب) :
حقا يا مريم قد تعبت فإن العمل بعد السفر الطويل أنهك جسمي.
مريم :
لقد نسيت أن تخلعي عنك المريلة يا سيدتي.
زينب :
لا أريد أن أخلعها؛ لأنني أرغب في مقابلة كمال بك وأنا في هذا الزي، (تشير إلى الباب المفتوح على اليسار)
ما أجمل الطابق العلوي يا مريم! يكاد الإنسان يشاهد جميع بساتين محرم بك وهو واقف في النافذة العلوية، حقا إنه منزل بديع يشابه أوكار الطيور في الأشجار العالية.
مريم :
وما فائدة الأوكار إذا كانت خالية من الطيور يا سيدتي الهانم؟ ألم تلاحظي كيف أشرق المنزل بأنوار السرور والنشاط في هذه اللحظة القصيرة لوجودك بيننا؟ كم نصحت لسيدي البك أن يجد له عروسا جميلة تليق بمقامه لكنه لم يعبأ بنصائحي، ولا أنكر عليك يا سيدتي الهانم أنه كان يساورني شيء من الارتياب لمعيشته، ألم أكن على حق؟ ألا يرتاب الإنسان في شاب جميل نشط أوتي حظا وافرا من الوجاهة والمال إذا ظل أعزبا؟ نعم، كنت أقول في نفسي لا بد أن يكون سيدي البك مغرما بصبية جميلة تحول دونه ودونها ظروف قاسية، ولكن كل شيء تبع القسمة وما هو مكتوب على الجبين لا بد أن تراه العين وها قد صدق ظني.
زينب :
Unknown page