59

رباه، كيف أستطيع الصبر بعد اليوم؟

كمال :

أنت إذن ما زلت مقيمة على حبي؟

زينب :

نعم يا كمال، وإنه لحب عميق، أليس من العار لامرأة متزوجة أن تقيم على حب لا غاية من ورائه، لا تلمني يا كمال، لقد تركت في قلبي أثرا لم تمحه الأيام، مكثت طوال السنين حانقة عليك أحاول النسيان بقلب جريح ولكنك لا تعلم شيئا عن حب النساء يا كمال، ذلك الحب الذي يدوم أبد الدهر، بلا غاية ولا أمل لن تفهم ذلك ولن تدركه بتاتا، لنفترق الآن، لنفترق، وسوف أعاني كثيرا، سوف أتعذب طويلا، لكنني أصارحك القول بأنني سأشعر بشيء من راحة القلب بعد اليوم.

كمال :

أتتركيني على هذه الحالة فريسة للآلام دون أن تلقي إلي بكلمة واحدة أغالب بها الوحشة في وحدتي، بالله لا تكوني قاسية إلى حد حرماني من الأمل، امنحيني ساعة واحدة من الزمن أتملى فيها بمشاهدة وجهك، اسمحي لي بساعة واحدة في مكان نأمن فيه أعين الرقباء لأنثر بين يديك كوامن النفس بلا خوف ولا وجل، هيا إنني لأنتظر من فمك العذب مثل هذا الوعد الذي ينزل على قلبي بردا وسلاما.

زينب :

إنك لتطلب المستحيل يا كمال، ستسافر إلى الإسكندرية غدا وأسافر أنا أيضا بعد غد لزيارة والدي في دمياط.

كمال :

Unknown page