165

Dhayl Nafahat Rayhana

ذيل نفحة الريحانة موافقا للمطبوع

Investigator

أحمد عناية

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

1426ه-2005م

Publisher Location

بيروت / لبنان

23 - أحمد بن إبراهيم الخياري

فرع طاب أصلا ومحتدا ، وحديقة كلل أغصانها الندى . تخلق بخلق ألطف من | نسيم السحر ، وطبع يتفتق عن عبير الزهر . بلطف تعجز عن وصفه أفواه الأقلام ، | وفهم توقد عن صمادة فكر تقصر عن دركه الأفهام . وهو من أسرة تقلدوا غرر | المعالي ، وتناولوا الجوزا فدانت لهم الأيام والليالي . ذو أدب يكاد لرقته ولطفه يمتزج | بالأرواح ، كامتزاج الماء القراح بالراح . قال المصنف في وصفه وشانه ، في ترجمة | والده أفاض عليه المولى سجال غفرانه : ولهذا الشيخ ولد اسمه أحمد ، نبيل نبيه ، | قائم في وقتنا مقام جده وأبيه . وكنت قبل دخول الحجاز سمعت بفضله ، وبلوغه في | المعالي مرتبة أصله . فسجدت لله شكرا ، وما زلت أجدد له ذكرا . وأنا أشوق إليه من | المحب إلى حبيبه ؛ وأحن إليه حنين المريض إلى طبيبه . حتى لمحته بالمدينة لمحة | كشرب الطائر الوجل ، أو قبسة القابس العجل . لم تزل بها علة ، ولا تروت بها غلة . | وقد بلغني أنه الآن هو المشار إليه بالبنان ، الحائز قصب السبق في ميدان البيان . | أشرقت في سماء المجد مطالعه ، ولم تتهيأ إلا لتحصيل الكمال مطامعه . فالله يعيذه | من عين كمال ، ويجعل أيامه مطاياه إلى آماله . ولم يبلغني له شعر أنمق به الكتاب | وأوشيه ، وإذا بلغني لم آل من أني أذهبه به وأحشيه . أقول : قال بعض من ترجمه : | قد جمعتني الأقدار بطلعته ، وابتهجت عيوني برؤيته . وذلك في طيبة المنيفة ، على | ساكنها تترى صلوات شريفة . فتناولت من بدائع أفكاره ، وتحائف غرر أشعاره . ما هو | أعطر من الروض الأنيق ، وأنضر من تورد خد الشقيق . فمن ذلك قوله ، وقد أرسلها | إلى سيدي ومولاي الشيخ عبد الغني النابلسي ، حفظه الله ، حين كان في المدينة | المنورة : + ( الخفيف ) + |

من مجيري من مرهفات العيون

الغنيات عن مقال القيون

من بديع الجمال أحور أحوى

فاتن فاتر مثير الشجون

باسم عن عقود در نضيد

في حقاق من الشفاه مصون

ذي محيا يزري البدور سناء

وقوام يميس ميس الغصون

وورود تزهو بروضة خد

لم يبح قطفها بغير المنون

Page 169