308

Dhayl Mirʾāt al-Zamān

ذيل مرآة الزمان

Publisher

دار الكتاب الإسلامي

Edition Number

الثانية

Publication Year

١٤١٣ هـ - ١٩٩٢ م

Publisher Location

القاهرة

وقد أصبح الماء الأجاج بريقه ... يروي غليل الظامئين وينقع
وساحت به بئر ومقلة حيدر ... شفاها فلم يرمد لها الدهر مدمع
وكلّمة الصم الصوامت مثلما ... يكلمه بادي الفصاحة مصقع
وكان على شهر له الرعب ناصر ... وريح الصبا للنصر هو جاء زعزع
وإن رُمت من أخلاقه ذكر بعضها ... فتلك من المسك المعنبر أضوع
اتته مقالي الكنوز فردّها ... وقال أجوع اليوم والغد أشبع
فصحّ له الزهد الصريح بقدرة ... وعلم فمن ذا منه أغنى وأقنع
وفي الحلم ما جاز مسيئًا بفعله ... ألم يعف عمن للسّمام تُجرع
وعن ساحر جزيان رام بكيده ... أذاه فلم يجزه بما كان يصنع
فقال لقوم عند دركلة لهم ... رؤوه ففروا آل أرفدة أرجعوا
ليعلم أعداء الهدى أن ديننا ... هو الحق فيه الأمر سهل موسع
ويستنشد الأشعار مستحسنًا لها ... وقد كان من حسّان للمدح يسمع
ولابن أبي سُلمى أجاز وقد دعا ... على المدح للعباس نعم المشرع
وكان له حسن التواضع شيمةً ... حباه به الرحمن لا يتصنع
ففي بيته قد كان يخصف نعله ... وكان إذا ما انهج الثوب يرقع

1 / 308