Dhayl Durar
Dhayl al-Durar al-Kamina fi Aʿyan al-Miʾa al-Tasiʿa
Genres
331- يلبغا بن عبد السالمى الظاهرى
كان يذكر أنه حر الأصل من أهل سمرقند وأنه سرق فاشتراه الحاج سالم التاجر ثم اشتراه الملك الظاهر فحظى عنده وصار من الخاصكية ثم كان ممن قام بعد القبض عليه في استنقاذ صفد من النظامي فحمد له ذلك وولاه النظر على خانقاه سعيد السعداء فكانت له مع أهلها كائنة عجيبة اشتهر ذكره بسببها وكان ذكيا فطنا عفيفا محبا في العلم وأهله مائلا إلى لطريق الصوفية يبالغ في تعظيمهم ثم أحب الحديث وطلبه فسمع بحلب من أيدغمش مولى ابن النصيبى وبدمشق من أبى هريرة بن الذهبى وبالقاهرة من جماعة من شيوخنا وهو الذى استقدم أبا الحسن بن أبى المجد من دمشق إلى القاهرة وقرأ بسببه كثيرا من الأجزاء وحضر معنا إملاء شيخنا العراقى والسماع عليه وعلى غيره واستكثر من ذلك جدا ثم ولاه الظاهر إمرة عشرة في سنة ثمانمائة وفوض له نظر الشيخونية في شعبان منها ثم لما احتضر الظاهر جعله أحد الأوصياء فكان هو الذى قام في تحليف الجند للناصر فرج ثم تنقلت به الأحوال حتى ولى الاستادارية مرارا وامتحن مرارا وضرب وعصر وسجن وكان مع ذلك يصوم يوما ويفطر يوما وكثر التلاوة وقيام الليل والذكر والصدقة إلا أنه كان لجوجا فاسد الرأى ويحب الاستبداد فيحصل له الضرر وكان خر أمره أن مات خنقا يوم الجمعة بعد صلاة العصر في شهر رمضان من هذه السنة ولم يمتع من كان السبب في قتله بعده إلا دون السنة سمعته يقول لولا وصية الشيخ ما صحبت أحد منكم فقلت أبي شيخ قال ابن العربى قال في كتاب م لا بد لكم بد منه لا تستوحش من كثرة المخالفين فإن الكل على صراط مقيم ومن محاسن ما اتفق له أيام تكلمه في الأستادارية أنه نادى على الفلوس بالميزان فأراح الناس من اختلاف كثير
Page 139