خرج بيبغاروس من حلب إلى دمشق ومعه نائب طرابلس ونائب حماة ونائب الرحبة واجتمع معهم طوائف من التركمان وغيرهم فنزلوا ظاهر دمشق بميدان الحصا ومعهم نائب صفد الأمير أحمد مشد الشربخاناه فغلقت أبواب البلد دونهم وكان نائب الشام أرغون الكاملى لما بلغه أن بيبغا نائب حلب قد حشد وجمع وعزم على القدوم إلى دمشق نادى فى الناس بالاحتراز على أنفسهم وأموالهم وحصن أهله وأمواله بالقلعة وخرج بالعسكر حتى نزلوا بالرملة وغالبهم ليس معه زاد فلما قدم بيبغا دمشق بمن معه فتح حواصل نائب الشام أرغون من الغلال وغيرها واستخدم من الجهات السلطانية وعاث من معه فى أرض الغوطة بالنهب والفسق فلما تحققوا خروج السلطان بالعساكر من أجلهم كروا راجعين إلى جهة حلب وقدم السلطان الملك الصالح والخليفة المعتضد والوزير العلم بن زنبور وعسكر مصر والشام من الرملة إلى دمشق فدخلوها فى أواخر شعبان ومضى الأمير سيف الدين شيخو وجماعة من الأمراء إلى حلب فأحضروا النواب الذين كانوا مع بيبغا إلى دمشق فقتلوا صبرا وتغيب بيبغا فلم يقدر عليه واستكمل المصريون صيام شهر رمضان بدمشق وخرجوا فى ثالث شوال إلى القاهرة
وفى هذا العام مات الخليفة أمير المؤمنين الحاكم بأمر الله أبو العباس أحمد بن المستكفى بالله أبى الربيع سليمان بن الحاكم بأمر الله ابى العباس أحمد بن أبى على بن على بن المسترشد بالله العباسى.
Page 289