لم يكن محتاجا لتقديم نفسه؛ فهو مستأجر الدكان الوحيد في العمارة منذ إنشائها، وتربطه علاقة طيبة بذات وعبد المجيد رغم أنهما لم يستعينا بخدماته؛ لأنه متخصص في الحلاقة النسائية، ولأن ذات ظلت أمينة لحلاقها القديم، ولأنه غالبا ما يهجر مهنته الأصلية بين الحين والآخر إلى تجارة السيارات المستعملة، وسمسرة الشقق المفروشة.
سأل عم محروس بعد أن شرب الشاي: «الباشمهندس كان هنا النهارده؟»
رد عبد المجيد بالإيجاب.
واصل عم محروس: واقترح عليكم تغيير الأدوات الصحية (نعم)، وبياض الشقة (نعم)، وعمل ديكورات (نعم)، وإزالة هذا الحائط (نعم)، واستبدال العفش ...
هنا اعترض عبد المجيد: «لا. اقترح فقط تنجيد الأنتريه.»
أطرق محروس: «مفهوم. وعرض عليكم شراء الثلاجة؟»
قالت ذات : «قال بس إنه يقدر يساعدنا في الحصول على واحدة جديدة.»
قال محروس: «مفهوم، مفهوم. حيعرض عليكم شراء الأثاث كله.»
احتج عبد المجيد: «لكن إحنا مش عايزين نبيع.»
كان هذا أمرا مفهوما أيضا من جانب عم محروس، الذي كان بوسعه أن يدبر لهم أمر بياض الشقة بمعرفته ليجنبهما الوقوع في شباك الباشمهندس الذي سيحضر العمال ويأمرهم بإزالة هذا الحائط أو تبييضه بسرعة دون أن يعنى بحماية الأثاث، ثم يبدي أسفه لإهمال العمال واستعداده لتحمل مسئولية جريرتهم بشراء العفش كله. وفي اليوم التالي يحضر شخصا يقوم بتثمينه. وهيلا هوب يأخذ العفش بتراب الفلوس، ويجدده ثم يبيعه من جديد.
Unknown page