فصل
١٠٠ - يَنْبَغِي أَن يعلم أَن الْأَخْبَار الصَّحِيحَة الَّتِي ثبتَتْ بهَا صِفَات الله تَعَالَى هِيَ الْأَخْبَار الصَّحِيحَة الثَّابِتَة بِنَقْل الْعُدُول الثِّقَات الَّتِي قبلهَا السّلف ونقلوها وَلم ينكروها وَلَا تكلمُوا فِيهَا وَأما الْأَحَادِيث الْمَوْضُوعَة الَّتِي وَضَعتهَا الزَّنَادِقَة ليلبسوا بهَا على أهل الْإِسْلَام أَو الْأَحَادِيث الضعيفة إِمَّا لضعف رواتها أَو جهالتهم أَو لعِلَّة فِيهَا لَا يجوز أَن يُقَال بهَا وَلَا اعْتِقَاد مَا فِيهَا بل وجودهَا كعدمها وَمَا وَضعته الزَّنَادِقَة فَهُوَ كَقَوْلِهِم الَّذِي أضافوه إِلَى أنفسهم
١٠١ - فَمن كَانَ من أهل الْمعرفَة بذلك وَجب عَلَيْهِ اتِّبَاع الصَّحِيح واطراح مَا سواهُ وَمن كَانَ عاميا ففرضه تَقْلِيد الْعلمَاء وسؤالهم لقَوْل الله تَعَالَى ﴿فاسألوا أهل الذّكر إِن كُنْتُم لَا تعلمُونَ﴾ [النَّحْل ٤٣] وَإِن أشكل عَلَيْهِ علم ذَلِك وَلم يجد من يسْأَله فليقف وَليقل آمَنت بِمَا قَالَه رَسُول الله ﷺ وَلَا يثبت بِهِ شَيْئا فَإِن كَانَ هَذَا مِمَّا قَالَه رَسُول الله ﷺ فقد آمن بِهِ وَإِن لم يكن مِنْهُ فَمَا آمن بِهِ وَنَظِير هَذَا قَول النَّبِي ﷺ مَا حَدثكُمْ بِهِ أهل الْكتاب فَلَا تُصَدِّقُوهُمْ وَلَا تكذبوهم وَقُولُوا آمنا بِمَا أنزل إِلَيْنَا وَأنزل إِلَيْكُم
1 / 47