152

Dhakhira

الذخيرة في محاسن أهل الجزيرة

Investigator

إحسان عباس

Publisher

الدار العربية للكتاب

Publisher Location

ليبيا - تونس

ولا يمنع ثمره، ولم ألبث ن نزلت باليفاع الخصيب، وتمكنت من الرشاء والقليب.
وفي فصل: وما أعلم نائبةً كفراقك أهد لمتن، ولا نازلةً كنأيك أجلب لحزن، وما كنت أريم ربعك لو كان لي الخيار، ولا أبرح منزلك لو ساعدتني الأقدار.
لقد كنت أدركت المنى غير أني ... يعيرني قومي بإدراكها وحدي وله فصل من أخرى:
لم أزل أزجر للقاء سيدي السانح، وأستمطر الغادي والرائح، وأروم اقتناصه ولو بشرك المنام، وأحاول اختلاسه ولو بأيدي الأوهام، وأعاتب الأيام فلا تعتب، وأقودها إليه فلا تحصب. حتى إذا غلب الياس، وشمت الناس، وضربت بي الأمثال، فقيل أكثر الآمال ضلال؛ تنبه الدهر من رقدته، وحل من عقدته، وقبل مني، وأظهر الرضى عني؛ وقال دونك ما جمح، فقد سمح؛ وإليك فقد دنا، ما كان في المنى؛ فطرت بجناح الارتياح، وركبت إلى الغمام كواهل الرياح؛ وقلت فرصة تغتنم، وركن يستلم، وطرقت روضة العلم عميمة الأزاهر، فصيحة الطائر، ريا الجداول، باردة الضحى والأصائل، وطفت بكعبة الفضل مصونة الحبر، ملثومة الحجر، عزيز المقام، معمورة المشعر الحرام، فما شئت من محاضرة تجمع بين الدنيا والآخرة، بين يدي نثر يري الإعجاز، ونظمٍ ما أشبه الصدور بالأعجاز

1 / 156