أهدى إلى أرقٍ - لو حازها - سنةً ... لم تعد بي مزج تصديق بتكذيب
حيًا تحية ذي أنسٍ بنا وجلا ... قناع وجهٍ طويل الصون محجوب
فقلت: أهلًا ورحبًا، من هداك لنا ... ليلًا - فرد بتأهيل وترحيب
وقال: ماذا ترى - قلت: الغزالة في ... ثوب احمرار من الظلماء غربيب
قال: اتئد! قلت: قد أبصرتها قبلًا ... فقال: حلًا، فقلت: الحل مطلوبي
[قال: تحر فلا تشطط بنا سرفًا ... فقلت: ليس سوى التقصير مرغوبي]
ثم اعلمي أنني من حبكم دنف ... قالت: علمت فلا تخضع لمحبوب
قلت: الوصال، فقالت: مه بلى وعسى ... وفي عسى فرجة ترجى لمكروب
ثمت ولت فأبقت في الحشا ضرمًا ... يذكو بدمع على الخدين مسكوب
فالآن فازجر أو اسجع إن هممت به ... كسجع شق أو الأفعى أو الذيب
هذي عبارتها فالأمر مشترك ... تلقى أفانينه طرًا بتهذيب فأجابه أبو العلاء صاعد بأبيات يقول فيها:
لبيك ألفًا، أبا حفصٍ، إجابة من ... يد لي إليك بودٍ غير مأشوب
أبعد خمس وسبعين التحفت بها ... حتى قرعت لهذا الدهر ظنبوبي
رمينني بسهامٍ غير طائشةٍ ... حور زرين على صم الأنابيب
يا من يرقع بالآمال ما خرقت ... يدا الليالي، قبيح صبوة الشيب
ناديتني لخيالٍ عز طائفه ... إلا ليوم عصيب إذ تنادي بي
حتى أقيك شذا الأيام عن عضدٍ ... ملدد وحسام غير مخشوب
إياك والموعد الخوان تقبله ... فلا أمانة للعس المخاضب