شاء الله؛ فليحذر من حضر منهم أو غاب أن يخالف ما حددناه، أو يجوز ما شرعناه.
وله عنه إلى هذيل بن رزين:
أما بعد - آتاك الله رشدك، وأجزل من توفيقه قسطك - فإن الله تعالى خلق الخلق غنيا عنهم، وأنساهم بمهل غير مهمل، بل ليحصي آثارهم، وليبلوا أخبارهم؛ وجعلهم أخيافا متباينين، وأطوارا مختلفين؛ فمنهم المختص بالطاعة، ومنهم المبتلى بالمعصية، وبين الفريقين أقوام خلطوا عملا صالحا وآخر سيئا عسى الله أن يتوب عليهم؛ ولو شاء الله لكان الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين، ولذلك خلقهم. والسعيد من خاف ربه، وعرف ذنبه، وبادر بالتوبة قبل فواتها، واستعطى الرحمة قبل منعها. وإن كنت تركت قصدك، وخالفت رشدك، ونكبت عن سبيل سلفك، فلم يوحشك ممن شردت عليه مكروه نالك به، ولم يؤنسك ممن جنحت إليه، أمل لم تطمع فيه إلا لديه، بل كنت من المخاوف، بعيدا من