124

Dhakhair

الذخائر والعبقريات

Publisher

مكتبة الثقافة الدينية

Publisher Location

مصر

Genres

من الجدّ والاجتهاد، وأُلبِسَ من هيبة التّقوى. . . ثم نظر عمرُ إليه وقال: آلهُرْمزان! قال: نعم، فقال عمر: الحمد لله الذي أذلَّ بالإسلامِ هذا وأشباهَه، وأمر بنزع ما عليه من الدّيباج المُذهّب، والتاج المكلَّل بالياقوت، وأمر له بثوب صفيقٍ، وهم بقتله، فطلب الهُرمزان ماءً، وقال: أخاف أن أقتلَ وأنا أشرب! فقال عمر: لا بأس عليك حتى تشربَ، فأراقه: فقال عمر: واللهِ لا أنْخَدِعُ حتى تُسلم، فأسلم، وفَرضَ له في العطاء ألفين، وأقام بالمدينة. نعود إلى عبقرياتهم في الجود من بابات شتى. . . ولقد أسلفنا أن الأوائل لم يتركوا معنًى إلا طرقوه. و: هل غادر الشعراء من متردَّم وهو معلوم أن الخمرَ تحدث في شاربها إذا انتشى هِزّةً وطربًا وأريحيّة وقد تحيل البخيلَ كريمًا، فماذا قالوا في ذلك؟ قالوا: - والقائل البحتري -: تكرَّمْتَ مِنْ قَبلِ الكُؤُوسِ عليهِمِ ... فما اسْطَعْنَ أنْ يُحْدِثْنَ فيكَ تكرُّمَا وقال أبو نواس: فتًى لا تُذِيبُ الخمرُ شَحْمةَ مالِه ... ولكِنْ أيادٍ عُوَّدٌ وبَوَادِي وقال المتنبي:

1 / 113