239

Dhayl Tārīkh Baghdād

ذيل تاريخ بغداد

Editor

مصطفى عبد القادر عطا

Publisher

دار الكتب العلمية

Edition Number

الأولى

Publication Year

1417 AH

Publisher Location

بيروت

أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن هبة الله الضرير النحوي بقراءتي عليه قال: حدثنا أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ املاء قال: حدثني القاضي الامام جمال الاسلام أبو محمد عبد الوهاب بن محمد الشيرازي الشافعي ويعرف بالفامي - قدم علينا مدينة السلام - املاء في جامع دار الخليفة وكان أنفذ به نظام الملك مدرسا بالمدرسة النظامية قال: أنبأنا أبو الحسين عبد الواحد بن يوسف القزاز، أنبأنا أبو أحمد عبيد الله بن محمد بن بيان الحافظ، حدثنا أبو علي محمد بن سعيد الرقي بالكوفة، حدثنا محمد بن الجنيد، حدثنا الوليد بن القاسم الهمداني، حدثنا يزيد بن كيسان عن أبي حازم عن أبي هريرة قال: نزل بنبي الله صلى الله عليه وسلم ضيف فأرسل الى نسائه: (هل عندكن من شئ فقد نزل بي ضيف ؟) فأرسلن: لا والذي بعثك بالحق الا الماء ! إذ دخل رجل من الانصار فقال: (يا فلان ! هل عندك الليلة من شئ فقد نزل بي ضيف، تذهب بضيفي هذه الليلة ؟) قال: نعم يا رسول الله ! فذهب به الى أهله، قال: لامرأته: هل من شئ ؟ قالت: نعم خبرة لنا، قال: قربيها وكأنك تصلحين المصباح فأطفئيه، ففعلت فجعل يقرب يده كأنه يأكل مع ضيفه فخلى بينه وبين الخبزة حتى أكلها وبات عنده، فلما أصبح غدا ضيفه لحاجته وغدا الانصاري الى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (ما صنعت الليلة بضيفك ؟) وظن أنه شكاه وحدثه بالذي صنع، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لقد عجب الله عز وجل بصنيعك الى ضيفك - أو ضحك بصنيعك

إليه) (1).

كتب الي علي بن الفضل الحافظ بن علي بن عتيق الانصاري أخبره عن القاضي عياض بن موسى التجيي قال: سمعت القاضي أبا علي حسين بن محمد الصدفي المعروف بابن سكرة يقول: عبد الوهاب بن محمد الشيرازي الفامي القاضي (2) أبو محمد جليل من أئمة العلماء الشافعية وكبارهم، دخل بغداد أيام كوني بها، وأنهض الى التدريس في المدرسة النظامية، وتلقاه أهل بغداد وخرجوا إليه كافة من العلماء وأهل الدولة وغيرهم، وحضر أرباب الدولة من القضاة وحجاب الخليفة أول يوم درس وقرئ منشوره وكان يوما مشهودا، سمعت عليه كثيرا.

وسمعته يقول: صنفت سبعين تأليفا في ثمانين عشر عاما، وسمعته يقول: لي كتاب في تفسير القرآن ضمنته مائة ألف بيت شاهدا، وكان يملي (3) يوم الجمعة في جامع القصر، ومستمليه أبو ياسر بن كادش وأخر، وحفظ عليه تصحيف شنيع (4)، ثم أجلب عليه وطولب، ورمى بالاعتزال حتى فر بنفسه.

Page 233