Dhail al-Sawa'iq limaho al-Abatil wal-Makharq
ذيل الصواعق لمحو الأباطيل والمخارق
Publisher
بدون
Edition Number
الأولى
Publication Year
١٣٩٠ هـ
Genres
من أعظم الآيات السماوية، وليس شيء من النجوم يقاربها في كبر الحجم وشدة الإضاءة. والدليل على ذلك قول الله تعالى مخبرا عن مناظرة إبراهيم ﵊ لقومه ﴿فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَا أُحِبُّ الْآَفِلِينَ * فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ * فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَا أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ﴾، وفي هذه الآيات دليل على أن الشمس أكبر من الكواكب.
وأيضا فقد قال الله تعالى ﴿تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا﴾ والبروج هي الكواكب العظام قاله مجاهد وسعيد بن جبير وأبو صالح والحسن وقتادة وغيرهم، وقال تعالى ﴿إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ﴾، وقال تعالى ﴿وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا﴾، وقال تعالى ﴿وَلَقَدْ زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ﴾.
وروى ابن مردويه عن ابن مسعود ﵁ قال: قال رسول الله ﷺ «أما السماء الدنيا فإن الله خلقها من دخان وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا وزينها بمصابيح وجعلها رجوما للشياطين وحفظا من كل شيطان رجيم».
وروى البيهقي في كتاب الأسماء والصفات بإسناد صحيح عن عبد الله بن عمرو ﵄ أنه قال (خلق الله سبع سموات، وخلق فوق السابعة الماء وجعل فوق الماء العرش، وجعل في السماء الدنيا الشمس والقمر والنجوم والرجوم).
وإذا علم ما في الآية الأولى من النص على أن الشمس والبروج في السماء وما في الآيات بعدها من النص على أن الكواكب في السماء الدنيا، وما في حديثي
1 / 135