Dawlat Sayyidat Fi Mamlakat Nisa
دولة سيدات في مملكة نساء
Genres
فتنهدت أوجستينا وقالت متحسرة: أعرف عاشقة لك، لا أدري إن كانت معشوقة لك (تعني نفسها).
فقال الفتى مختلجا: ما أتعس المعشوق الذي يجهل السعادة التي هو فيها.
فردت أوجستينا: وأتعس منه العاشقة التي غمضت عينا عشيقها عن ملامح غرامها. - تبا لهذا العشيق، أأعمى هو؟
فوقفت أوجستينا متئدة، فوقف هو أيضا، وقالت: سلمت عيناه. بربك أتعلم كيف يفهم فرخ الحمام شوق قرينته الحمامة له؟
فأجاب الفتى مترددا: أظن أنه متى هدر لها أحس قلبه ينبض نبضا قويا كنبض قلبها، أعني أن القلبين يتخافقان. - إذا كنت أنت لا تحس هذا الإحساس فبربك هات يدك لعلك تحسه.
وأمسكت بيده ووضعتها على أيسر صدرها، وهو استردها بكل لطف، ففهمت هي من استردادها إباءه ثم قالت: ما أشقى الحمامة التي لم ينبض قلب الفرخ مع نبض قلبها. آه لقد كانت حياتك في يدي فأصبحت وحياة قلبي في يديك أيها الفاتن الفاتر، امنحني نظرة حب وبسمة غرام، وفي ليل ونهار تكون مطلقا إلى الحدود.
ثم قبضت على كفه كأنها تريد ضمه إلى صدرها، وقالت: إن القضاء مرن في يدي. أصدر حكمي بإطلاق سراحك بدعوى أنك فتى طائش لم تقدر العواقب حق قدرها، ولم يثبت عليك سوء قصد، فهل تسمح الآن ...؟
وهمت به، ولكن أودينا باغتتها قبل أن تنال مأربا منه وقالت: بلاغ رسمي يا مولاتي.
فارتدت أوجستينا مبغوتة وقالت: أدخلي هذه المتهمة إلى الحجرة السرية، وأوصدي الباب دونها. واستدعي ناقلة البلاغ.
ففعلت أودينا كما أمرتها سيدة القضاء، ثم أومأت لها هذه أن تخرج من حيث أتت.
Unknown page