Dawlat Sayyidat Fi Mamlakat Nisa
دولة سيدات في مملكة نساء
Genres
وخرجت أودينا بالمعتقل، وشرعت أوجستينا تكتب على رق صغير:
إلى سيدتي الورعة المبجلة رئيسة الكاهنات في دار القضاء
عندي رجل جاريجاري متنكر معتقل يزعم أن له حبيبة لاجئة إلى الهيكل فرارا من اضطهاد أهلها لأجله، ويأبى أن يبوح باسميهما، فإذا كانت عندك هذه الفتاة فأرجو أن ترسليها مخفورة إلى دار القضاء لأجل التحقيق في دعوى هذا المعتقل.
أوجستينا
سيدة القضاء
ثم لفت الرق وربطته بشريط أحمر، ولما عادت أودينا قالت: أرسلي هذه الرسالة إلى الهيكل، ثم ائتيني بذات العذار؛ لأنه يلوح لي أن هذا المتنكر الآخر الذي كان في الفندق ليس القمر الساطع الذي مر على الجسر حين اكمداد القمر. - حتى ولا نيزك هابط يا سيدتي. - أجل، أظن أن ذات العذار هي بيت القصيد. - نعم هي بيت القصيد الذي يصعب تفسيره. - هل حاولت استنطاقها؟ - لم أستنطق منها إلا لفظة «لا»، فهي مغرمة بهذين الحرفين كأن اللغة كلها مجتمعة فيهما.
فقالت أوجستينا ضاحكة: أوه، كثيرا ما تجتمع اللغة كلها في حرفين. - أفي حرفين بلا معنى كحرفي «لا». - لا بل كحرفي حاء وباء ففيهما كل معاني الوجود. - أي وربي. فيهما كل لاهوت كيوبد وفلسفته، ليتك تشرحينهما يا سيدتي. - ائتيني بذات العذار لعلي أتوفق إلى شرحهما.
2
وما هي إلا دقائق حتى عادت أودينا بفتى بثوب امرأة أمازونية مغلولة اليدين، والسلسلة متصلة بطوق في عنقها، وعلى ظهرها جعبة سهام، وعلى كتفها الأيسر قوس معلقة للدلالة على أنها كانت في الصيد، فقالت أوجستينا: دعيني يا أودينا أستوحي الفلسفة من التي أشرت إلى مصدرها.
فخرجت أودينا، وكانت أوجستينا تتفرس في المتنكرة المعتقلة جيدا معجبة بجمالها، ثم أشارت إلى مقعد لدى المنضدة وقالت آمرة: جلوسا.
Unknown page