وقد كان الشرفاء بنو القاسم بن علي أجمعوا وتقدموا إلى الداعي بصعدة فبايعوه، وأعطاهم الظاهر جميعه بخطه لا غير(1)، وعسكروا إلى حوث، فنزل الأمراء من ظفار، فالتقوا هنالك وجرت بينهم أحاديث يطول ذكرها، لم ينتهوا فيها إلى ثبات، إلا أنها وقعت ذمم، فلما رجع الأمير إلى ظفار، بغض القاسميون ذلك وخرجوا إلى الظاهر بجمع لهم وخيل، فخرج الأمير المتوكل على الله أحمد بن الإمام -عليه السلام- والأمير صارم الدين وهاس بن أبي هاشم، والأمير نظام الدين الفضل بن علي العلوي العباسي إلى الظاهر في خيل ورجال، فلما علموا بقدومه ولوا إلى جبل غربان، وأقاموا في البلاد وصلح أمرها وقبض من أهلها البيعة لصنوه الأمير الناصر وانتظمت أحوالهم، وبلغه استقرار محطة الأمير الناصر بحلملم، فتقدم إليه، إلى هنالك.
وقد كان أهل حضور(2) وبنو أعشب(3) أظهروا الخلاف وأوى إليهم كثير من أهل الفساد، فجهز إليهم الأمير الناصر صنوه الأمير همام الدين سليمان بن إبراهيم في رجل كثير، فأخربوا حصونهم، ونهبها العسكر، ثم رجعوا بعد ذلك إلى الطاعة وسلموا رهائن في ذلك، وأقام الأمير هنالك حتى صلحت تلك الجهة. وقدم الأمير الناصر إلى الظاهر فحط القاسميون بالفصيرة(4)، وقبض رهائن البلاد وانتظمت أمورها وأقبل أهل شظب بالسمع والطاعة، وظهر بعد أن لجاه(5) الشرفاء والقاسميون وبايعوه، ثم نكثوا بعد ذلك.
Page 177