إلى أن قال الفقيه المذكور -رحمه الله-: ولم يدر أن علماء العدل والتوحيد من الزيدية والمعتزلة فرسان الكلام، وذروة أهل الإسلام، متمكنون من الرد على جميع الفرق المبطلة، والنقض لمذاهبهم، ومقالاتهم المضلة، بالأدلة الباهرة، والحجج الظاهرة، وكم من خصم أفحموه في مواطن الجدال، ومناظر أقحموه في ميادين الضلال، وأجرضوه بريقه وحلو عقد مخاريقه فعمي عن طريقه. إلى أن قال الفقيه المذكور -رحمه الله-: ولما أن شاع كلام هذا المتكلم في الجهات المغربية، والنواحي المخلافية، وصاحوا به في الأسواق على رؤوس الأشهاد، وقرع أسماع ذوي البغض للزيدية، والعناد من عوام المجبرة؛ الذين لا يفقهون ولا يعقلون مايأتون وما يدرون، تجمعوا وتحزبوا، وبالغوا في العداوة للزيدية وأطنبوا وهموا بمالم يصلوا إليه، وقصدوا إلى ما لم يقدروا عليه، من الوقوع بالفقيه الفاضل الأوحد الكامل المخلص لله في عبادته، الملاحظ لرضاء الله في قصده وإرادته جمال الدين محمد بن حسن السودي، وأرادوا البطش به، والغزو لهجرته، وفعل ما أرادوه من أنواع الإساءة إليه، وإلى أصحابه. فكفى(1) الله بفضله شرهم، وأمنه من مكرهم، فانقلبوا مكسورين ورجعوا خائبين {ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال وكان الله قويا عزيزا}(2)[الأحزاب:25].
Page 119