ورد الذي يفني القضاء بعيد!
من الريب مالا يرتضيه مجيد
سرت فيه أضغان له وحقود
لكل إمام كائد وحسود
ومن كايد الرحمن فهو مكيد
كما فعلت بالأنبياء يهود
قتيل وبعض في البلاد طريد
وهدم ما كان الهداة تشيد
لعار عليه والذوائب سود
كفى ذائد بعد المشيب يذود
كريم له أهل السماء جنود
رسوم الهدى فانهد منه مشيد
غدت (عدن) مرعوبة و(زبيد)
إمام لأولاد البتول يسود
له كغوادي المزن حين تجود
شقي ومن شاء الهدى فسعيد
فأمسى بأطراف البلاد يرود
جميلا كما ترضي الركاب وفود
بتقريضه حتى يقال لبيد
دنان وأوتار ترن وغيد
لقد مر نهجا ما اقتفاه رشيد
مليك له كل الملوك عبيد
إذا اشتجرت سمر الرماح أسود
سرابيل من نسج الحديد سرود
فأدى القضاء ما كان منه يحيد
ببلقعة تطوى عليه لحود
سعيرا له صم الصخور وقود
عليها رقيب لا يضل عتيد
لقائمهم لو يعلمون سعود
وأن قتيل المؤمنين شهيد
يدين لها نافي الإله جحود
لأكرم من تهفو عليه بنود
لكم حين تعداد الجدود جدود
بكسب المعالي مبدي ومعيد
وللضد منكم علقم وصديد
وكادت له شم الجبال تميد
له بين قطر الخافقين ضديد
وفيه علامات عليه شهود
وعلم على علم الأنام يزيد
ومنكم عليها حاضر وشهيد
ولي حمى عن دينه ومريد
عن الرشد أغلال لكم وقيود
وما الناس إلا ملحد وعنيد
من القول لم تنظم لهن عقود
عليها رجال راكعون سجود
نأى منكم مستنصر وعنود(1)
إلى الله بالود الصحيح أجود
عسير علينا جوبهن وبيد
ولي بصر لولا الخطوب حديد
ليقبس من أنواره ويفيد
ولكن حظي في الأمور زهيد
Page 367