القهمي، أهل قارة(1) وعيله(2) إلى الأمير المعظم علم الدين أحمد بن القاسم بن جعفر، وطلبوا منه عسكرا إلى بلادهم بعد أن كان قوم من أهل البلاد يقال لهم: بنو الحدري، أدخلوا ناسا من نواب الإمام [عليه السلام](3) إلى حصنهم المعروف بوعلان(4) وهو أعلى حصون حملان، فلما وصل بنو القهمي إلى الأمير، أسعدهم وصدر معهم الشيخ المجاهد علي بن سليمان البحيري المحمدي في عسكر فلزموا موضعا يقال له: صخر قبلي وعيله، وعند ذلك اضطربت أمور حملان ومسور وبلاد حمير وبلاد الأجبار جميعها لأن وعيله هذه لا يستقر لأحد فيها من الملوك(5) أمر لصعوبتها وطول شناخيبها(6)، فلم يلبث الشيخ علي بن سليمان المذكور ومن معه وهم قريب من ألف مقاتل إلا ثلاثة أيام أو نحوها، واجتمعت قبائل حملان الأجبار في آخر الليل فأحاطوا بالمجاهدين وهم في دور غير منيعة ومتفرقون في جهات متباينة واجتمع عليهم قريب من عشرة آلاف فوقع الخطاب على خروج الشيخ ومن معه سالمين لا يمد إليهم بسوء ولا مكروه، فخرجوا على ذلك، فلما صاروا بين القوم سخروا بهم وفعلوا بخلاف(7) ما انعقد عليه صلحهم، وسلم المجاهدون من القبائل .
Page 306