213

وقد كان الإمام -عليه السلام- أرسل الأمير الكبير أسد الدين محمد بن سليمان بن موسى، وأمره أن يلزم مرصدا في بلاد سنحان[401] خوفا من مرور أسد الدين على خفية، وهو موضع يسمى حصن الزيلة(1) بأعلى وادي تكلا، وأمر الفقيه الفاضل التقي حسام الدين أحمد بن يحيى الزيدي الصعدي إلى موضع آخر في بلاد سنحان، وكان المتولي لبلدهم والناظر في أمورهم عن أمر الإمام -عليه السلام-، وكان حسن السيرة شديد العزيمة على أعداء الله لا تأخذه في الله لومة لائم، فحط في موضع يسمى سيان(2)، واجتمع إليه قبائل سنحان بأسرها وشيوخها يظهرون المحبة للإمام، ويبطنون النفاق بعد أن أخذ عليهم الفقيه العهود وأنصفهم وقربهم وأحسن إليهم، والإمام -عليه السلام- في خلال ذلك يتابع الكتب إليه ويحذره من مكرهم، فحسن الفقيه بهم الظن وسرهم مع أسد الدين، وقد بذل لهم أشياء من المال ووعدهم، ومناهم أشياء جزيلة، وكان قد ولج في موضع يسمى شعب الجن شرقي براش لا يمكن الخروج منه، فأعمل الحيلة بينه وبين مشائخ سنحان في قتل الفقيه المذكور غدرا والخلاف مع أسد الدين والقبض على والي الحصن المعروف بالكميم، وهو حصن عظيم الشأن متوسط في البلاد، وكان الوالي فيه للإمام -عليه السلام- يعقوب بن سنقر رجل من مولدة الغز مخلصا ناهضا محبا للإمام ذا نباهة وحسن تدبير(3).

Page 298