وفي شهر شعبان من هذه السنة أمر المظفر الأمير أسد الدين أن يسير صحبة الأمير شمس الدين إلى الظاهر (1)، ويقصدوا بلاد حاشد(2)، وهي من مخلاف بن وهاس، خربوا فيها مواضع، ثم نهضوا إلى مصنعة(3)[بياض](4) ونهضوا إلى البون(5)، ثم أخذوا موضعا يسمى الأبرق(6)، ثم قصدوا الإمام أحمد بن الحسين -عليه السلام- إلى موضع من بلاد حمير(7) يسمى الهجر من بلاد بني قطيل(8)، فوقع القتال بينهم في جوانب نقيل الحصبات(9)، وكانت وقعة كبيرة استشهد فيها الفقيه الفاضل العالم حميد بن أحمد المحلي(10) -رحمه الله-، وهو من علماء الزيدية)(1) وفضلائها، وله التصانيف المفيدة في علم الأصول والفروع وغيرهما. واستشهد معه من الفقهاء والشيعة جماعة، وأسر في هذه الوقعة الأمير شمس الدين أحمد بن يحيى بن حمزة(2)، وكان مع الإمام -عليه السلام- محاربا لبني عمه. وانتقل الإمام -عليه السلام- إلى حصن حلب(3) بالمصانع من بلاد حمير، ثم رجع الأمير أسد الدين [والأمير شمس الدين](4) إلى صنعاء في شهر رمضان من السنة المذكورة(5).
Page 94