181

ولما حط الإمام -عليه السلام- عند درب الحباجر(1) من مخلاف صعدة وصل إليه الأمراء الكبراء آل يحيى بن يحيى بن الهادي إلى الحق -عليه السلام-، ومن أنضاف إليهم من بني عمهم وعشائرهم من خولان وهمدان فقابلهم الإمام بالإجلال والإعظام، وكان أميرهم وكبيرهم ومن إليه مرجعهم الأمير الكبير الناصر للحق أبو عبدالله الحسين بن محمد بن يحيى بن يحي(2) -عليه السلام- وأقبلت قبائل صعدة ورؤساؤها وقبائل المخلاف حتى اجتمع من الخلائق ما لا يضبطه العدد، وبلغت الخيل ثمانمائة فارس.

ثم نهض -عليه السلام- وسار حتى أمر بالمحطة في موضع غربي مدينة صعدة عند درب الناصر المعروف، ووصل الأمير السيد الإمام الحسن بن محمد بن يحيى في عصابة من أهله وقبائل خولان فأحسن الإمام -عليه السلام- إنصافهم وبايعوه على أعيان الناس وكذلك بايعه من لم يكن بايعه أولا.

ثم إن الأمير عبدالله بن وهاس بن أبي هاشم الحمزي، وكان في حصن تلمص[388] أغار يوما فطعن رجلا، فلحقته الخيل حتى طلع الجبل فأمر الإمام -عليه السلام- بالحرب على حصن تلمص، فأحاط به الناس من كل جانب وبلغوا إلى حيث لا يمكن أن يبلغه أحد، فنصبوا عرادة(3) فرموا بها من الحصن فاستشهد رجلان(4).

Page 266