وكل فتى يكفي الهموم ينام هذا وأشباهه وأقل من هذا يوجب الموالاة، هذا معنى ما ذكره -عليه السلام- إن لم يكن لفظه. ثم صعد المنبر ثانيا وتحدث مع الناس ونبه على مقصودة بقيامه وأنه لم يقم رغبة في الدنيا، ولا محبة في الملك، ثم أعلن بالشكى مما فعله الأمراء بالمسلمين لما أيقنوا أنه قد نشب في بلاد الغز وتكلم بكلام طويل، ثم قال: وأنا أعلمكم أن هؤلاء القوم قد صار حكمهم حكم الغز بمخالفتهم وموالاتهم(1) والاستنصار بهم على إمام المسلمين، فاشهدوا أني قد نقضت ما بيني وبينهم ونبذت كل عقد وعهد وذمة بيني وبينهم، وأنا استنصر الله عليهم وأدعوا جميع المسلمين إلى جهادهم وحربهم ... إلى آخر كلامه -عليه السلام-(2).
Page 253