167

ولما حضرت الجمعة واجتمع في لقائه من الخلق(1) ما لا يعلمهم إلا الله تعالى سرورا به خطبهم خطبة بليغة، ثم قعد في موضعه بعد الصلاة، واجتمع عليه عيون العلماء وسادات الفضلاء فراجعهم وكرر الشكوى عليهم مما فعله الأمراء الحمزيون في بلاد المسلمين من هتك الحرم وقتل النفوس المحرمة، وخراب القرى، وأخذ الأموال، وأسر من أسر من رؤساء العرب، فقالوا: يا أمير المؤمنين نحن نسمع ونطيع لما تراه، فقال: في معنى كلامه لا يسعني عند الله إلا محاربتهم فهم اليوم أضر على المسلمين من الغز لقرب دارهم ومعرفتهم بالبلاد، هذا مع أنه قد صح عندي أن حكمهم اليوم وحكم الغز واحد لما قد ظهر في(2) الحلف المشهور على أعيان الخلق بالدار ا لسلطانية بصنعاء وكتاب الأمير شمس ا لدين الذي كتبه إلى السلطان عمر الذي ذكر فيه:

ذا أيقظتك صعاب الأمور

فتى لا ينام على ذمة

?

?

فنبه لها عمرا ثم نم

ولا يشرب الماء إلا بدم

وقوله: يا عمراه يا عمراه مستغيثا علينا.

وقوله:

قدت وطاب النوم لي وكفيتني(3)

?

?

Page 252