وأما الأميران فخر الدين وأسد الدين عبدالله ومحمد ابنا سليمان بن موسى فتقدما مخلاف ذمار، وتقدم معهما الفقيه الفاضل تقي الدين أحمد بن موسى، إذ هو من أهل السبق والاجتهاد، فقدم(1) معهم جماعة من الأخيار العلماء، منهم الفقيه العلامة محيي الدين يحيى بن محمد بن يحيى الصريمي، وساروا في تلك الجهات سيرة مرضية وجاهدوا في الله حق جهاده وجمعوا بين مذحج بأسرها بعد أن كان بعضهم مائلا إلى السلطان فاجتمعت كلمتهم وقطعوا علائق السلطان وقبضت البيعة منهم[376] للإمام عليه السلام. وممن كان معهم الشيخ المجاهد عمرو بن أسعد(2) بن علي بن منصور بن جعفر من أهل ثلا استشهد في بعض الوقعات في مخلاف ذمار -رحمه الله تعالى-.
ثم وصل الأمير الكبير عزالدين محمد بن أحمد المتوكل فاستر الإمام -عليه السلام- بوصوله ووجهه إلى سناع، ثم وجهه بعد ذلك إلى مشارق صنعاء والزمه هناك ثغرا وأقامت المحطة في سناع في قوة عظيمة شوال وذي القعدة(3) والحجة.
ودخل شهر المحرم وعزم السلطان عمر بن علي بن رسول على طلوع [بلاد](4) بني شهاب، لما علم من نصيحة أهله مع الإمام -عليه السلام- فجهز عسكره وجهز إبنا أخيه أسد الدين وفخر الدين محمد وأبو بكر أبنا حسن بن علي بن رسول فنهضوا من صنعاء حتى حطوا في سهمان(5).
Page 237