وفي المحرم من سنة تسع وأربعين، قدم الأمير بدر الدين الحسن بن علي بن رسول وأخوه فخر الدين أبو بكر بن علي بن رسول، قدما من مصر، وكانا محبوسين، فاطلقهما صاحب مصر(1) فأوجب ذلك الصلح بين الإمام -عليه السلام- وبين المظفر. وسار المظفر مسرعا في لقائهما، فالتقوا في مدينة حيس(2) فلما قربا منه، ترجل لهما وترجلا له، وتسالموا جميعا، ثم ركبوا دوابهم، فلما اطمأنوا في القصر بحيس، أرسل المظفر جماعة من المماليك فامسكوهما، وامسك معهما محمد بن خضر(3) فقيدهم، واطلعهم إلى حصن تعز(4) فلما دخلوا باب الحصن، قال الأمير بدر الدين: قبحك الله من قلعة، خرجنا منك مقيدين ورجعنا إليك مقيدين. وقد كان هناك محبوسا قبلهم الأمير فخر الدين أبو بكر بن الأمير بدر الدين الحسن بن علي بن رسول، وهو أول من حبس منهم(5).
Page 88