Dawla Umawiyya Fi Sham
الدولة الأموية في الشام
Genres
أولا:
انتهز عبد الملك الفرصة وهاجم الزبيريين في العراق قبل أن يحملوا عليه في عرينه الشام «فتعشى بهم قبل أن يتغدوا به»، ويكون لهم الوقت الكافي للاستعداد، وقد أكد لنا الدينوري ذلك فقال: «... ولما صفا الأمر لعبد الله بن الزبير ودانت له البلدان إلا أرض الشام، جمع عبد الملك بن مروان إخوته وعظماء أهل بيته فقال لهم: إن مصعب بن الزبير قد قتل المختار ودانت له أرض العراق وسائر البلدان ولست آمنه أن يغزوكم في عقر داركم، وما من قوم غزوا في عقر دارهم إلا ذلوا، فما ترون؟ فتكلم بشر بن مروان فقال: يا أمير المؤمنين: أرى أن تجمع إليك أطرافك وتستجيش جنودك وتضم إليك قواصيك، وتسير إليه وتلف الخيل بالخيل والرجال بالرجال والنصر من عند الله، فوجه رسله إلى كور الشام.»
7
ثانيا:
استمال عبد الملك الكثيرين من أشياع مصعب، فوعدهم بالصلات الحسنة والمناصب السنية، فالتحق قوم من جنده بعبد الملك يوم معركة دير الجاثليق، واعتزلت ربيعة عنه، ولم يثبت معه إلا أهل الحفاظ وإبراهيم بن الأشتر قائد المختار المشهور، وكان قد انضم إلى مصعب بعد أن اختلف مع المختار، وأسند هذا الأخير قيادة الجند المختارية لأحمد بن شميط، ولدينا من الوثائق التاريخية ما يؤكد لنا أن ابن الأشتر أحب الانضمام إلى عبد الملك والتخلي عن مصعب إذ وعده الأمويون بالعراق، وهاك اعترافه الصريح بهذا المعنى: «رأيي اتباع أهل الشام ... ولكن ليس قبيلة تسكن الشام إلا وقد وترتها.»
8
ثالثا:
أحب العراقيون الإخلاد إلى الراحة والسلام، خصوصا بعد ما رأوا ضعف الزبيريين أمام القوى الأموية، وما حل ببلادهم من الخراب والدمار حينما أصبحت ساحة للقتال، فهموا بغدر مصعب والاستسلام لعبد الملك، يدلنا على ذلك ما قاله قيس بن الهيثم يحرضهم على الثبات ويحذرهم من الشاميين بقوله: «ويحكم لا تدخلوا أهل الشام عليكم، فوالله تطمعوا بعيشكم ... ليضيقن عليكم منازلكم، والله لقد رأيت سيد أهل الشام على باب الخليفة يفرح أن أرسله في حاجة، ولقد رأيتنا في الصوائف واحدنا على ألف بعير، وأن الرجل من وجوههم ليغزو على فرسه وزاده خلفه.»
9
رابعا:
Unknown page