216

Dawla Umawiyya Fi Sham

الدولة الأموية في الشام

Genres

فأهوى ليطير من شدة غرامه وهيامه بها، فقالت تداعبه: «يا أمير المؤمنين إن لنا فيك حاجة.»

36

ومرضت حبابة يوما فبكى لذلك بكاء مرا وحزن حزنا عميقا، قال الطبري: مرضت حبابة وثقلت فقال: كيف أنت يا حبابة؟ فلم تجبه، فبكى وقال:

لئن تسل عنك النفس أو الهوى

فباليأس تسلو عنك لا بالتجلد

وسمع جارية لها تتمثل:

كفى حزنا بالهائم الصب أن يرى

منازل من يهوى معطلة قفرا

37

وأجمع المؤرخون أنه لم يتمالك عن نبش حبابة بعد وفاتها لكلفه بها كلفا جنونيا، روى المدائني: «إنه اشتاق إليها بعد ثلاثة أيام من دفنه إياها، فقال: لا بد من أن تنبش، فنبشت وكشف له عن وجهها وقد تغير تغيرا قبيحا فقيل له: يا أمير المؤمنين اتق الله، ألا ترى كيف قد صارت؟ فقال: ما رأيتها قط أحسن منها اليوم، أخرجوها، فجاءه مسلمة بن عبد الملك ووجوه أهله فلم يزالوا به حتى أزالوه عن ذلك ودفنوها، وانصرف فكمد كمدا شديدا حتى مات فدفن إلى جانبها.»

Unknown page