Al-ḍawʾ al-lāmiʿ
الضوء اللامع
Publisher
منشورات دار مكتبة الحياة
Publisher Location
بيروت
فِي الحَدِيث مُلَازمَة تَامَّة حَتَّى سمع عَلَيْهِ أَكثر مَا قرئَ عِنْده من مروياته وتآليفه وَحضر مجالسه فِي التَّفْسِير وَشبهه وَكتب عَنهُ قِطْعَة من قتح الْبَارِي وَأَشْيَاء من تصانيفه وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة الْبَحْر الفهامة إِمَام الإقراء فَخر الْفُقَهَاء وَفَارِس الْعَرَبيَّة والقائم بالقواعد الْأُصُولِيَّة شرف الْعلمَاء أوحد الْفُضَلَاء مفتي)
الْمُسلمين أقضى الْقُضَاة قَالَ وأذنت لَهُ أَن يدرس فِي الْفِقْه والعربية وَغَيرهمَا مِمَّا حصله بجد واجتهاد وساوى بِهِ كثيرا مِمَّن أَكثر التطواف فِي الْبِلَاد إِلَى أَن قَالَ وَقد أَكثر حُضُور مجالسي فِي الْإِمْلَاء ودروس الحَدِيث وَالْفِقْه وَمَا زَالَ يُبْدِي فِي جَمِيع ذَلِك الْفَوَائِد وَيُعِيد فَاسْتحقَّ أَن يدرج فِي سلك من يدرس ويفيد وَالله يمتع بحياته. وَكَذَا سمع على غير وَاحِد من شُيُوخ بَلَده والقادمين إِلَيْهَا سوى من تقدم فَمِمَّنْ سمع عَلَيْهِ كَمَا أخبر الشَّمْس الشَّامي والْعَلَاء بن المغلي والمحب بن نصر الله والزين الزَّرْكَشِيّ الحنبليون والْعَلَاء بن بردس والزين بن الطَّحَّان والشهاب بن نَاظر الصاحبة والشرف يُونُس الواحي والمقريزي وَابْن عمار وَغَيرهم بل قَرَأَ على الكلوتاتي أَشْيَاء وَسمع بقرَاءَته على رقِيه التغلبية وَغَيرهَا وَأَجَازَ لَهُ الشموس الحنني وَابْن الْمصْرِيّ وَابْن قَاسم السُّيُوطِيّ والبلالي والأمشاطي التقي بن حجَّة وَشَعْبَان الآثاري وَآخَرُونَ وتكسب فِي أول أمره بتعليم الْأَطْفَال ورزق فِيهَا حظا وقبولا ونبغ من عِنْده جمَاعَة وَكَذَا تكسب بِالشَّهَادَةِ وَأم بِجَامِع الْحُكَّام زَمنا وَقَرَأَ فِيهِ الصَّحِيح وَالتَّرْغِيب وَغَيرهمَا على الْعَامَّة ثمَّ ترك ذَلِك حِين استقراره فِي الْإِمَامَة بالزينية الاستادارية أول مَا فتحت بعناية شَيخنَا لَهُ فِي ذَلِك وانتقل فسكنها وناب فِي الْقَضَاء عَن السفطي فَمن بعده وانتدب للْقَضَاء وتهالك فِيهِ وَصرح شَيخنَا بِأَنَّهُ لَو علم مِنْهُ وَمن غَيره مِمَّن أنكر السفطي وَلَا يتهم الْقبُول لبادر لفعله، وبرع فِي الشُّرُوط وَرُبمَا تدرب فِيهَا بحارة النَّجْم بن النبيه كل ذَلِك مَعَ صرف الهمة فِي الْعلم والمداومة على المطالعة والمقابلة وَنَحْوهمَا حَتَّى تقدم فِي الْفُنُون مَعَ توقفه فهما وحافظة لَكِن كَثْرَة الْعَمَل قد مته وَولي تدريس الْقرَاءَات بالبرقوقية برغبة شَيْخه العفصي لَهُ عَنهُ وبالمؤيدية برغبة البقاعي لَهُ حِين كائنته الفظيعة مَعَ صَاحبه أبي الْعَبَّاس الْوَاعِظ والتصدير فِيهَا بالسابقية برغبة الْجمال بن القلقشندي وَقِرَاءَة الحَدِيث
1 / 229