68

David Copperfield

ديفيد كوبرفيلد: أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون

Genres

قالت السيدة كريكل، بعد فترة صمت قصيرة: «عندما عدت من المنزل في نهاية الإجازة، هل كانوا جميعا على ما يرام؟» ثم بعد فترة صمت أخرى قالت: «هل كانت صحة والدتك على ما يرام؟»

بدا وكأن غشاوة قد ظهرت بين ديفيد والسيدة كريكل. وأحس بدموع حارقة في عينيه.

قالت: «لقد كانت مريضة على نحو خطير.»

فعلم ديفيد ما الذي كان قادما.

قالت السيدة كريكل: «ثم ماتت.»

صرخ ديفيد صرخة حزينة، وشعر أنه قد أمسى يتيما في ذلك العالم الكبير المتسع.

كانت السيدة كريكل طيبة معه للغاية؛ إذ أبقته في الردهة طوال اليوم، وكانت تتركه بمفرده أحيانا. ثم نام من فرط ما أرهق نفسه في البكاء، وعندما استيقظ بكى ثانية؛ حيث كان يشعر بثقل كئيب على صدره؛ وراح يتصور والدته كما رآها آخر مرة؛ ترفع الرضيع بين ذراعيها أمام البوابة.

تصور ديفيد المنزل ساكنا مغلق الأبواب والنوافذ؛ وراح يفكر في الرضيع الصغير، الذي قالت السيدة كريكل إنه ظل يضعف بعض الوقت، والذي يعتقدون أنه سيموت هو الآخر؛ كما أخذ يفكر في العودة إلى المنزل، لأنهم أرسلوا له كي يحضر الجنازة.

وظل ديفيد يتمشى في الملعب بعد ظهر ذلك اليوم بينما كان الأولاد الآخرون في المدرسة؛ ولم يقص عليهم شيئا من القصص في غرفة النوم تلك الليلة، وأصر ترادلز على أن يعيره وسادته، رغم أنه كانت لديه واحدة.

غادر ديفيد مدرسة سيلم هاوس بعد ظهر اليوم التالي؛ وقد خرج منها خروج من لن يعود إليها للأبد؛ لكنه لم يكن يعلم ذلك حينها.

Unknown page