25

David Copperfield

ديفيد كوبرفيلد: أعدتها للأطفال أليس إف جاكسون

Genres

قال ديفيد: «إنه متسخ.» لأن قلبه الطفولي كان سيتفطر حزنا قبل أن يعترف بأن البقع التي على وجهه كانت من أثر الدموع.

ابتسم السيد ميردستون. وقال وهو يشير إلى حوض الاغتسال: «اغسل هذا الوجه أيها السيد، وتعال معي إلى الأسفل.»

ففعل ديفيد ما أمره به، ثم أخذه السيد ميردستون إلى الردهة بالطابق السفلي، ويده لا تزال ممسكة بذراعه.

وقال: «كلارا، عزيزتي، لن يزعجك شيء بعد الآن، أرجو ذلك. قريبا سنحسن من سلوك فتانا.»

كان ديفيد يعلم أن أمه حزينة لرؤيته وهو يبدو خائفا وغريبا هكذا، وعندما انسل إلى أحد المقاعد، أحس بها تتبعه بعينيها بحزن أشد؛ لكنها بدت أكثر تهيبا من أن تضمه بين ذراعيها وتقبله كما كانت تحب أن تفعل.

ثم تناولوا العشاء بمفردهم ... هم الثلاثة معا. وقد بدا السيد ميردستون مغرما للغاية بزوجته الشابة الجميلة، وهي كذلك. لكن هذا لم يزد ديفيد حبا له عن ذي قبل مطلقا. وقد استنتج من كلامهما أنهما كانا يترقبان مجيء أخت السيد ميردستون الكبرى لتقيم معهم تلك الليلة.

وبعد العشاء توقفت عربة أمام الباب، وخرج السيد ميردستون لاستقبال أخته. حينئذ احتضنت ديفيد والدته بين ذراعيها وقبلته بحنان، وقالت له هامسة إن عليه أن يحب أباه الجديد وأن يطيعه؛ ثم مدت يدها وراءها، وأمسكت يده في يدها، وخرجت معه وهما على هذه الهيئة إلى الحديقة.

كانت الآنسة ميردستون سيدة كئيبة المظهر؛ عابسة مثل أخيها، كما تشبهه كثيرا في وجهه وصوته.

سألت الآنسة ميردستون، بعدما أدخلوها إلى الردهة: «هل هذا هو ابنك يا زوجة أخي؟ أنا لا أحب الصبيان. كيف حالك يا ولد؟»

وكان من الواضح أن الآنسة ميردستون قد جاءت لتمكث إلى الأبد .

Unknown page