108

Darj Durar

درج الدرر في تفسير الآي والسور

Investigator

(الفاتحة والبقرة) وَليد بِن أحمد بن صَالِح الحُسَيْن، (وشاركه في بقية الأجزاء)

Publisher

مجلة الحكمة

Edition Number

الأولى

Publication Year

١٤٢٩ هـ - ٢٠٠٨ م

Publisher Location

بريطانيا

Genres

أي: أيقنوا الإيمان، ها هنا هو الإيقان دون الإقرار ﴿كَمَا آمَنَ النَّاسُ﴾ أبو بكر (١) مع المهاجرين والأنصار (٢). ﴿قَالُوا أَنُؤْمِنُ﴾ على وجه التعجب والإنكار، كقوله: ﴿أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ﴾ (٣) ﴿كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ﴾ الجهالُ والسَّفيه: الخفيفُ العقلِ. يقال: تَسَفَّهَتِ الرياحُ الشيء إذا: اسْتَخَفَّتْه وحَرَّكتْهُ (٤). وقيل: نزلت الآية في كعب بن الأشرف (٥) وأصحابه. والمراد بالناس: عبد الله بن سَلام (٦) وأصحابه (٧).

= لأنه في موضع جر بإضافة إذا إليه، والمضاف إليه لا يعمل في المضاف) ا. هـ انظر الإملاء للعكبري (١/ ١٨). (١) أبو بكر الصدِّيق: عبد الله بن عثمان خليفة رسول الله ﷺ. ولد بعد الفيل بسنتين وستة أشهر، وصحب النبي ﷺ قبل البعثة، وسبق إلى الإيمان به، واستمرَّ معه طوال إقامته بمكة، ورافقه في الهجرة وفي الغار ﴿ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا﴾ [التوبة: ٤٠]. وشهد المشاهد كلها وكانت الراية معه يوم تبوك، وحجَّ بالناس في حياة النبي ﷺ في السنة التاسعة من الهجرة، وفضائله وأخباره يطول ذكرها. [الصحابة لأبي نعيم (١/ ١٤٩)؛ أسد الغابة (٣/ ٢٠٥)؛ تاريخ الإسلام للذهبي قسم عهد الخلفاء الراشدين (١٠٥) الإصابة (٢/ ٣٤١)]. (٢) ذكره السيوطي في الدر (١/ ٣٠) لابن عساكر بسند واه. وأخرج ابن أبي حاتم بسند جيد عن أبي العالية: أنهم أصحاب محمَّد ﷺ[التفسير الصحيح- د. حكمت بشير ١/ ١١٠]. (٣) سورة الشعراء: ١٦٥. (٤) أي أنّ السفيه هو الجاهل الضعيف الرأي القليل المعرفة بمواضع المصالح والمضار، ولهذا سمّى الله النساء والصبيان سفهاء فقال تعالى: ﴿وَلَا تُؤْتُوا السُّفَهَاءَ أَمْوَالَكُمُ الَّتِي جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ قِيَامًا﴾ [النساء: ٥] وهذا ما ذهب إليه عامة علماء التفسير كالإمام الطبري وابن كثير وغيرهما وقال أبو إسحاق الزجاج: أصل السفه في اللغة خِفَّةُ الحلم. [تفسير الطبري ١/ ٣٠٢ - تفسير ابن كثير ١/ ٦٨ - معاني القرآن لأبي إسحاق الزجاج ١/ ٨٨ - تهذيب اللغة للأزهري ٦/ ١٣٣]. (٥) شاعر جاهلي من بني نبهان، دان باليهودية، كان يقيم في حصن قريب من المدينة، أدرك الإِسلام ولم يسلم. هجا النبي ﷺ فأمر بقتله، فقتل وحُمِلَ رأسه إلى المدينة. [الكامل لابن الأثير ٢/ ٥٣) تاريخ الطبري (٣/ ٢) الروض الأنف (٢/ ١٢٣) الأعلام ٥/ ٢٢٥)]. (٦) هو عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي ثم الأنصاري، يكنى أبا يوسف، الإمام الحبر المشهود له بالجنة، حليف الأنصار، من خواص أصحاب النبي ﷺ، أسلم إذ قدم النبي ﷺ المدينة، وشهد مع عمر فتح بيت المقدس والجابية، وتوفي بالمدينة في خلافة معاوية سنة ثلاث وأربعين. [الاستيعاب (٣/ ٩٢١)؛ سير أعلام النبلاء (٢/ ٤١٣)؛ تهذيب التهذيب (٥/ ٢١٩)؛ الإصابة (٤/ ١١٨)؛ تهذيب الأسماء (١/ ٢٥٥)]. (٧) انظر القرطبي (١/ ٢٠٥).

1 / 108